مصطفى البرجي
ما يحدث وما يجري إلى الان بقبيلة كبدانة لهدارة وقرية أركمان كارثي وفظيع، وأفظع منه أن يدري به المسؤولين بالوزارات وبالحكومة ولايحركوا ساكنا، وأن يدري به نواب الأمة بالبرلمان بمجلسيه النواب والمستشارين ولا أذن تصغي، وذلك لأكثر من ثلاثة وستين عاما، وقد كتبت الصحف ونشرت الإذاعات الوطنية ذلك الوضع الفظيع والكارثي إنسانيا وبيئيا وأخلاقيا… فلا مسؤول يتحرك، ولا منتخب يفضح مايقع كتابة وسوقا إلى سوح القضاء أو يعتزل ويستقيل، في إصرار على الاستمرار في اغتصاب شرف وعرض الساكنة، وتسميم عيشهم وحياتهم، وأيضا الإستمرار في غصب أراضي المنطقة و النصب باسم أهاليها، والإستفراد بخيراتها، وكل ذلك – وغيره كثير- كان نتيجة لوجود فئة منتخبة حقيرة لم تفعل شيئا للساكنة ولم تعمل على الدفاع عن حقهم على الأقل في الحظوة بماء صالح للشرب، وأخرى سلطوية معينة ساكتة عن الباطل ولا تغيره ولا تنبه للوضع الكارثي على الناس والبيئة على حد سواء لثلاث عقود مضت والى الان، تطاوعهم جوارحهم على تهميش الساكنة والمنطقة، والإنشغال بخدمة مصالحهم الشخصية الخاصة.
لا تخيفهم مكانة قبيلة كبدانة لهدارة المناضلة، ريحانة الشمال والأكبر مساحة والأكثر نسمة بقرية أركمان، لا تخيفهم بتاريخها النضالي ضد الاستعمار، ولا بعنوان صمودها ضد الغزاة، رغم أنها حققت نصرالأجداد والاباء، ولمت شملهم وشمل الأبناء، وحافظت على موروث أجدادهم أرضا ومجدا ووطنا، وبنت لهم عزا وشرفا، فطعنوها وخانوها وزادوها تخلفا، وبلغ القهر والهم والمعاناة بها وبسكانها مبلغا، وبلغ التهميش واللامبالاة منها مبلغا، وبلغ منها الحرمان من كل المرافق الضرورية مبلغا، فسألت وألحت في السؤال ولا من مجيب، وقرعت الأبواب فأوصدت في وجهها من بني جلدتها، وهم صم بكم عمي أمامها، طلبت نجدة أو لقاءا مع المسؤولين فلا منقد ولا مجيب ولا مسعف، فسال المداد على الورق تلو الورق، وخطت الأوراق بالقلم تلو القلم، وكادت الأقلام تجف، والشفاه تشف، والاصوات تبح، ولحد الان لا مجيب ولا من يسمع إلا الله الواحد الأحد وهو السميع العليم، فهل لجهل أو لسفه لم يجب أحد من المسؤولين المنتخبين والمعينين؟ أم لتامر عليها؟ والسنين تلتها السنين والعقود تلتها ثلاث عقود ولا من يجيب؟؟؟
أينكم يا أحزاب الوطن بالحكومة والمعارضة وبتعدد الفترات وعلى مدار كل السنوات الماضيات واللاحقات؟ متى ستحاسبون ممثلوكم على جشعهم وتفقير ساكنة قرية أركمان؟ أتعلمون مايقع وما وقع بقرية أركمان منذ سنين ومازال يقع؟ أم انتم تتعامون؟ أينكم يا أحزاب العار والخوار الذين ترون أو تعلمون أن منتخبيكم يقتسمون ما يقتسمون بالليل وفي واضحة النهار؟ نريد أن نراكم تأخدون على أيدي السفهاء منكم، قبل أن ننالهم بأقلامنا، أم أننا لن نراكم أبدا تحاكمون السفهاء منكم وترجعوا للمنطقة كرامتها وعزتها وشرفها، وتحموا بيضتها، وتعملوا على انماء ثرواتها لا سلبها؟ انتظروا فإنا منتظرون، قريبا يتجاوزكم التاريخ فيلفظكم، وحتما ستندمون على فعلتكم الشنعاء، وحتما ستزدهر منطقتها بأيدينا وأيدي الفضلاء منا، وبسواعد الشرفاء من أبناء منطقتنا، فقد خنتم العهد والوعد أولا مع الله عزوجل، ثم مع السدة العالية بالله جلالة الملك، ثم مع الوطن الذي تعهدتم بحمايته… ثم مع ساكنة ومنطقة لهدارة التي أديتم القسم على تحمل المسولية لنماء ساكنتها، وتفرغتم لمصالحكم الشخصية وتأسيس ثروتكم وتكثيرها وتنوعها …
فشلتهم بقصد منكم في تحقيق العدالة والديمقراطية والحكامة بينكم أولا وفيما بيننا وبينكم، لأنكم تحبون اللهو والسباحة في مياه المجاري بمهارة، وألفتم السحت، ونهش لحم الضعفاء والفقراء والمقهورين، وفرحتم بمعاناة الساكنة، وتغنيتم بالامها وأوجاعها، واغتنيتم من سكوتها وصمتها، ولن يدوم الوضع على ماهو عليه، وإننا مستمرون بالمقالات والخطابة والأشرطة…، وقادمون بما لايخطر على بال السفهاء منكم، واعلموا أن جرائمكم ضد الساكنة وعيشها وحياتها… جنايات لا تتقادم بالسنين والأعوام…
هذه هي المعادلة، من كان وفيا، وشجاعا ويحب الارض، ومن قال انا من هنا من اهذروين او من شبذان…فهو في زمن العهر يعد عدوا وله ان يذوق الموت الزآم .
تبا لمن لم يكن له كبرياء اشبذانن، تبا لمن اغرته السلطة والفتات وانخرط في العصابة فصار لا يتورع على كل ما هو حقير ، تبا لمن ضيع لسانه وتقاليده العريقة فصار معوقا وصار عاهرة .