زايو سيتي – متابعة
تتذكر ساكنة مدينة زايو خلال العقود الأخيرة مجموعة من الأبطال الرياضيين من أبناء المدينة في عدة مجالات تألقوا بوسائل بسيطة وأبانوا عن علو كعبهم في مواجهة أبطال صاروا فيما بعد رياضيين عالميين.
نتذكر جميعا كيف كان البطل العالمي هشام الكروج يأتي ثانيا بسباقات ألعاب القوى حين كان يواجه ابن مدينة زايو نور الدين مختاري أو محمد قدوري، لكن مسيرة الاثنين توقفت بسرعة دون تحقيق نتائج تذكر بينما واصل الكروج ليحفر لنفسه اسما بين أساطير رياضة ألعاب القوى.
لماذا نجح هشام وفشل مختاري وقدوري؟ الجواب واضح؛ الأول استفاد من بنية تحتية رياضية توفرت لبركان من مضمار لألعاب القوى وغيرها، بينما الآخرين غابت بمدينتهما زايو أبسط الوسائل للتقدم الرياضي ففشلا.
ما سبق يحيلني للحديث عن القرار الذي اتخذه مجلس الجهة الشرقية مع بداية السنة الحالية، والقاضي بتوزيع المنح للفرق الرياضية بالجهة حسب الاستحقاق، والذي أجد فيه حيفا كبيرا.
وفي هذا السياق؛ أتذكر مداخلة ممثل إقليم الناظور بالجهة الشرقية، صالح العبوضي، خلال السنة الماضية، حين دعا إلى عدالة مجالية بين الأقاليم قبل اتخاذ قرار توزيع المنح حسب الاستحقاق، حيث أعطى مثالا برياضة كرة القدم، فقال: “إذا تحدثنا عن الدعم حسب الاستحقاق فالدعم في مجال كرة القدم سيذهب إلى مولودية وجدة ونهضة بركان”.
الحقيقة أن ما قاله العبوضي واقع مرير، فكيف ندعم فريقين يتوفران على كافة سبل النجاح الرياضي، بينما نعطي الفتات لفريق نهضة زايو الذي لم تتوفر مدينته على ملعب مكسو بعشب اصطناعي إلا سنة 2018، لو كانت مولودية وجدة بزايو، هل كان بإمكانها ان تحقق ما حققته؟ طبعا لا.
الواجب اليوم على مجلس الجهة الشرقية أن يدعم البنية التحتية الرياضية بكافة أقاليم الجهة، مع مراعاة مبدأ المساواة، فلا يعقل أن نشيد الملاعب ومضامير السباقات بوجدة وبركان ونهمل غيرهما من المدن.
وبالحديث عن كرة القدم، فإننا نستغرب تشييد مدرسة بمواصفات دولية بمدينة بركان، تزامنا مع إنشاء مدرسة أخرى بمعايير خارقة بمدينة السعيدية التي تبعد عنها بحوالي 18 كيلومترا، فهذا تكريس لمركزية الرياضة ببركان ووجدة دون غيرهما بالجهة الشرقية. خاصة أننا نعيش على وقع إلغاء مشروع بناء ملعب الناظور الكبير.
وبالعودة إلى زايو، هذه المدينة الواقعة وسط الجهة الشرقية، تم إنشاء قاعة مغطاة وحيدة بها قبل حوالي عقدين من الزمن كانت كافية لإنتاج فريق نهضة زايو لكرة اليد ينافس أقوى الفرق الوطنية، بلاعبين ينتمون إلى مدينة زايو حققوا الصعود لقسم الصفوة، وهاهم اليوم يعلنون عن اسمهم بقوة في مواجهة أعرق الفرق المغربية.
ما كان لنهضة زايو لكرة اليد أن تحفر اسمها بين فرق القسم الممتاز لو لم تكن هناك قاعة مغطاة، فما بالك برياضات أخرى لا تتوفر المدينة على ملاعب أو مضامير لها؟ فهل يمكن لزايو مثلا أن تنتج بطلا في رياضة ألعاب القوى؟ قطعا لا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.