تركت لبنى المدرسة قبل أن تحصل على الثانوية، واضطرت أن تعمل كبائعة بمحل للملابس الجاهزة وشاء قدرها أن يرسلها صاحب المحل إلى تاجر كبير كي تستلم البضاعة الجديدة .
لكن التاجر ما إن وقعت عيناه عليها حتى أصابه الهوى ووقع في نفسه وقلبه فقرر الحصول عليها مهما كلفه الأمر.
التاجر يبلغ من العمر خمسين عاما وهو من أسرة معروفة وله زوجة تصغره بعشرة أعوام وله ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر وعشرين عاما وبنت واحدة في الرابعة عشرة من عمرها.
وهو يسكن في حي راقي، وقد قرر الرجل أن يحصل على مروى بأي ثمن فبدأ رحلة الإلتفاف حولها ومحاصرتها بدأ بزيارتها في المحل بحجة مروره هناك ثم همس في أذنها لتحضر لمتجره الكبير لأمر هام.
وحين جاءت إليه سألها كم يدفع لك صاحب المحل فأجابت 1500 درهم، ورد على الفور أنا سأدفع لك 3000 وتعملين هنا سكرتيرة .
وافقت لبنى على الفور ولم تمضي أيام حتى قدم لها عرضه مباشرة إسمعي يا بنت الحلال أنا أريدك زوجة على سنة الله ورسوله لكن وضعي الإجتماعي وزوجتي وأولادي لا يسمحون لي بإعلان هذا الزواج لذلك سيكون الزواج عرفيا بعقد وشهود و سأخصص لك شقة لم تحلمي بها بعمرك.
وقبل أن تطلب منه مهلة من التفكير قدم لها خاتما وعقدا ذهبيا ففرحت كثيرا ثم سألته ولكن ألن تخطبني من أهلي فأجاب والدك رحمه الله وأمك لا تمانع لكني لا أريد أن يعلم أقاربك بالأمر لأني أريد الأمر سرا.
عاشت لبنى معه وكان يحضر بيت الزوجية السري في النهار فقط وبشكل غير منتظم أما الليل فقد كان يمضيه مع أسرته الأصلية.
وبعد مرور سنة بدأ الفتور يسود العلاقة ومع إلحاحها على الإنجاب ورفضه القاطع لذلك تحول الفتور الى نفور ثم فوجئت به بعد مشادة بينهما يخرج عقد الزواج العرفي ويمزقه ويشهر الطلاق عليها.
ثم يعطيها عقد الشقة ويقول لها إن عقد إيجار هذه الشقة سينتهي بعد شهرين وعليك أن تتدبري أمرك بعد ذلك.
كانت الصدمة قاسية على لبنى فقد كانت تظن أن الشقة من ضمن أملاكه هكذا وجدت نفسها مطلقة تعود إلى منزل أمها بتعويض مالي صغير تفضل به عليها دفعا للمشاكل والخلافات . شعرت لبنى بخيبة أمل كبيرة وندمت على ما فعلت ولم تجد أمامها إلا التوبة والعودة إلى الله فهو وحده القادر على أن ينسيها كل ما مر بها وأن يعوضها عنه كل الخير.
قال تعال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) سورة الحشر
(ل.ب)