السلام عليكم ورحمة الله
هذه رسالة قصيرة إليك، مع كامل الاحترام لشخصك أولا، وأيضا نظرا لمنصبك في حكومة العثماني الديمقراطية المنتخبة.
فبدون مقدمات لأن الأمر يتعلق بأطفالنا، وكذلك نظرا للحالة الاستعجالية، بما أن الدخول المدرسي بات على الأبواب؛ تجدني، من بين الآباء، مضطرا لمصارحتك بما يلي مباشرة وبدون إطالة ولا مضيعة لوقتك الثمين :
إذا كان المشكل يتعلق بأجور المدرسين في مؤسسات التعليم الخاصة، فسيكون ربما أهون على الآباء أداؤها كاملة من باب التضامن حتى في حالة الإعلان عن سنة بيضاء، بدلا من إجبارهم على تحمل مسؤولية الاختيار بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد. فآباء التلاميذ ليسوا كلهم أطباء وخبراء متخصصين في الميكروبيولوجيا حتى يقرروا في هذا الشأن العظيم، ولاسيما أن لديهم حكومة منتخبة ترعى مصالح جميع المواطنين بكل أصنافهم بموجب الديمقراطية التمثيلية…
نحن كآباء قد نتفهم أن المدارس الخصوصية لديها مدرسين عليها أن توفر لهم أجورهم، ولكن ليس على حساب صحة فلذات أكبادنا، ولا على حساب جودة تعليمهم، لأنهم يمثلون الأمل في مستقبل أفضل…
فإذا كان المشكل يتعلق بالمال فقط فلقد اعتدنا على نفقة تدريس أطفالنا – رغم الظروف المالية الصعبة على العموم- وسواء استفادوا من التدريس أو لم يستفيدوا فإني ومن باب التضامن الوطني أقترح أن يؤدي الآباء وأولياء التلاميذ أجور المدرسين، لمدة معينة، شريطة ألا يتعرض أطفالنا للتهلكة، نظرا لما نراه يوميا من تراكم أعداد الوفيات والمصابين مباشرة على جميع القنوات الرسمية…
فكيف لي كأب، مثلا، أن أختار بين تعليم عن بعد غير مفيد لطفلي -لأنه لا يرقى إلى درجة التعليم الحضوري-وبين تعليم حضوري قد يعرضه للتهلكة والمرض المعدي القاتل؟ أليس هذا أمر وعر صعب مرهق يمنع النوم عن صاحبه؟ بل أليس هذا بمثابة تعذيب نفسي جماعي شامل مروع وقاهر…؟.
ختاما، رأيي أن تتخذ، بصفتك وزيرا محترما للتعليم في حكومة منتخبة مسؤولة، قرارا حاسما يسري على جميع المدارس الخاصة والعامة. فإما أن يتم اعتماد التعليم عن بعد، أو أن يفرض التعليم الحضوري على كافة التلاميذ، بدون ارتباك ولا حيرة تزرع الشك وعدم الاطمئنان في قلوب آباء وأولياء التلاميذ والمواطنين جميعهم. والقرار الفصل، طبعا، يعود إليك كوزير ديمقراطي مسؤول في حكومة ديمقراطية منتخبة مسؤولة.
السيد وزير التعليم، إني أدعوك إلى التحلي بمزيد من الشجاعة لأنك مسؤول عن مصير ملايين التلاميذ وأسرهم. فإما التعليم عن بعد للجميع، وإن استحال توفير وسائله التقنية الضرورية فالتعليم الحضوري للجميع؛ وإن كان ذلك سيشكل خطرا على الأطفال وأسرهم وكافة المواطنين..فتأجيل الدخول المدرسي؛ وإن اقتضى الحال، طبعا، سنة بيضاء.
والسلام، مع فائق التقدير والاحترام.