سعيد قدوري
لا يخفى على المتتبع حجم الاستثمارات الكبرى التي يشهدها إقليم الناظور على مستوى مختلف القطاعات، ما جعل المهتمين يتنبأون بمستقبل واعد للإقليم سيرفعه نحو مصاف الأقاليم ذات الأداء الاقتصادي القوي.
حجم المشاريع والاستثمارات ونوعيتها انعكس إيجابيا على عدد من مدن إقليم الناظور، ما حَوَّلَها إلى أوراش مفتوحة، غير أن توزيع هذه المشاريع يطرح أكثر من علامة استفهام، حيث أن التوزيع الجغرافي للاستثمارات تغيب عنه العدالة المجالية. والنموذج اليوم؛ مدينة زايو، خامس جماعة بالإقليم من حيث التعداد السكاني، بعد الناظور وبني أنصار والعروي وبوعرك.
إن الذي جعلني أقف عند هذا الموضوع ما كتبته جماعة زايو عبر قنواتها الرسمية، عندما أشارت إلى اجتماع ترأسه الرئيس “لتقييم وتتبع حصيلة مجمل الأوراش الجارية حاليا”، وحين البحث في المشاريع لن تجد أكثر من حديث عن ربط بعض الأحياء بالماء والكهرباء والواد الحار.
الغريب أن القيمين على الشأن المحلي وكلما سألهم أحد من الساكنة؛ ماذا قدمتم للمدينة؟ إلا وكان الجواب حديثا عن “الثالوث المقدس” لدى جماعة زايو، وكأني بهؤلاء لا يتتبعون ما يجري بالناظور والعروي وسلوان وازغنغان وغيرها.
ألا يعلم القيمون على شؤون زايو أن التنمية هي المشاريع النوعية من قبيل مطار ومنطقة صناعية وميادين رياضية كبرى، ومحطات لوسائل النقل، وأماكن لجلب الزوار، وأسواق كبرى… أما الماء والكهرباء والواد الحار ما هي إلا حقوق لا بد أن يتمتع بها كافة المواطنين.
ما يثير الحنق في الموضوع أن جماعة زايو هي من تركت الوضع يسير نحو الفوضى في تشييد الأحياء حتى أصبحت لا تفكر إلا في كيفية تأهيلها.. الكل يعلم من كان سببا في بناء مجموعة من الأحياء العشوائية، فكيف نساهم في الفوضى ثم نعود لتأهيل هذه الفوضى؟
إن ما جعل زايو حبيسة تفكيرها في “الثالوث” هو “الغباء” أو بالأحرى النوايا الانتخابية، حين تم ضم أولاد اعمامو وقراقشة ومارشال للمجال الحضري لتعقبها مشاكل الخدمات الأساسية، ثم تليها تهليلات بعض أعضاء الجماعة لربط هو في الأصل وجب أن يكون قبل الشروع في تشييد الأحياء.
جماعة زايو تبدو وكأنها تعيش في كوكب معزول لا ترى أو تسمع ما يجري حولها. لأن العضو المتتبع لما يُنجز من مشاريع بجماعات الناظور قد يستحيي حين الحديث عن الماء والكهرباء والواد الحار.
وحتى حين تتحدث جماعة زايو عن مشاريع غير “الثالوث”، فإنها غالبا تكون ناقصة وبلا جودة، ولنا مثال في تأهيل مداخل المدينة الثلاث، والتي لا تعدو أن تكون تزفيتا لا غير، كما لنا مثال في أسواق القرب وكيف خرجت مشلولة للعلن، زد على ذلك ملاعب القرب التي تتوقف الأشغال بها قبل أن ينتهي إنجازها، ناهيك عن غياب العشب الاصطناعي الذي صار شبابنا بسببه يتنقلون صوب حاسي بركان والشويحية للعب فوقه.. أروني ماذا فعلتم؟
لقد نجاوزهم الزمن حينما قاموا بتفويت الهكتارات للعمران مقابل رشاوي ومنح ونسوا تنمية المدينة التي هي اليوم في حاجة لتلك الأرض التي كأن بإمكانها أن تحتضن معهد تقني على الأقل للنهوض بمعارف ومدارك أبناء زايو والمنطقة. التي ستفيدهم من خلال المشاريع المستقبلية التي ستنجز بمدينة الناظور والتي ستحدث أثناء الانتهاء من ميناء الناظور. وأضيف سؤالا آخر ماذا أعدت جماعة زايو لأبناء زايو والمنطقة حتى ينالوا بدورهم فرصة شغل مستقبلا؟
الكلام عن الثالوث المقدس والاهتمام به طيلة عمر الجماعة. لم ياتي من فراغ ولا لانعدام الرؤيا. او لفشل المجلس. وانما هي خطة من اجل الثروة. شهادة عدم التجزئة. ثم بناء بترخيص او بدونه ثم رخص الكهرباء والماء. وان لم يكن هناك شبكة تكملها الجماعة. ثم بيع المنتوج واستخلاص الارباح. والله يخلف على الجماعة. ودامت في خدمة لوبي العقار. والسلام عليكم.