حذر خالد أيت الطالب وزير الصحة، من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، داعيا إلى أخذ العبرة مما وقع بعد انتشار عدوى الأنفلونزا الإسبانية، والتي أودت بحياة الملايين في موجتها الثانية.
وانتقد المسؤول الحكومي استهتار المغاربة قائلا: “مهما فعلنا، عندما ترى نمط عيش بعض الناس، الذين يستهينون بكورونا، أكيد أن الفيروس سيعرف انتشارا، خاصة أنه مازال غامضا، بدليل استمرار ظهوره في فصل الصيف، عكس التوقعات”.
وقال الوزير “كنا نتوقع أن تقضي الحرارة على كورونا، لكن ظهر أنه بات ينتشر بسرعة، رغم أن شراسته تراجعت”، مشددا على ضرورة الإبقاء على اليقظة لمواجهة الوباء حتى دخول فصل الخريف.
واستشاط أيت الطالب غضبا، على زميله مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة، الذي أصر على أن المصانع لا تفرخ الوباء، وأن الفيروس أتى من الأحياء ومن وسائل النقل، محملا إياه المسؤولية في ما صرح به، كما حمل المسؤولية لأرباب العمل، داعيا إياهم إلى الانخراط في مواجهة الوباء في الوحدات الصناعية.
وقال وزير الصحة، في حديثه لأعضاء لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، أول أمس (الثلاثاء)، “إذا كنت تريد أن تحافظ على إنتاجك، واقتصادك، فأنت مطالب بالحفاظ على عمالك”، مؤكدا تسجيل أرقام قياسية تعدت 500 حالة يوميا بسبب اكتشاف البؤر الصناعية.
وأشار الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية إلى أن الموجة الثانية غالبا ما ترتفع فيها الإصابات، “نظرا لكون الناس خلال الموجة الأولى يلتزمون؛ لكن حين رفع الحجر الصحي يخرجون بلهفة كبيرة، وهو ما يؤدي إلى كوارث في الموجة الثانية”.
وأوضح المختص أن هناك العديد من الأمور غير معروفة، وهناك 16 نقطة محط اختلاف؛ “من بينها هل الوباء يعطي مناعة دائمة؟ وهل هي عابرة؟ وقدرته على التحول”.
ويردف: “ثبت أن هناك موجة مؤكدة؛ فالوباء له قدرة كبيرة على الانتشار ، وهناك موجة ثانية في بكين وألمانيا”، متوقعا انطلاق الموجة الثانية بالمغرب ابتداء من شتنبر المقبل.
وتحدث البوزيدي عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلا “هي مسائل بسيطة وسهلة؛ لكن هناك تراخ، ينبغي للمواطنين أن يدركوا الخطر أن المغرب استطاع النجاح في المرحلة الأولى سواء من حيث الإصابات والوفيات. كما أن مؤشر العدوى لا يزال ضعيفا، لكن الناس بدؤوا يتراخون”.
ويتابع: “يجب محاربة الجهل والأمية في المجال، من بعد ثلاثة أشهر للتدريب يجب أن نكون قد اكتسبنا خبرات، ويجب أن تكون الإجراءات الاحترازية جزءا من عاداتنا اليومية سواء بإجراء التباعد وارتداء الكمامات”.
وتحدث البوزيدي عن أهمية ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ارتداءها من قبل كل الأشخاص يساهم بالحماية بنسبة 95 في المائة، أما ارتداؤها من قبل شخص واحد يساهم فقط بنسبة أربعة في المائة.
ويوضح المتحدث أن مخاطر العدوى مرتبطة بأربعة عناصر هي: المسافة والمدة وحمل الكمامة وهل مكان التواجد مغلق أو مفتوح، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة في مكان مفتوح تصل إلى 12 في المائة وترتفع في مكان مغلق إلى 75 في المائة.