جمال الغازي / ألمانيا
ان قضية المواطن المغربي ذو 54 عاما الذي تم قتله من طرف الشرطة الالمانية في بريمن لايمكن المرور عليها مرور الكرام مهما حاولت نقابة الشرطة تبرير طريقة التدخل التي أدت مع الاسف الى الوفاة وليس غريب فقد كان لها نفس الرأي في حادث مونشن##münchen في ولاية باييرن الذي استعملت الشرطة السلاح الوظيفي وأصيبت الضحية في الرأس فقتلته فنحن لا ننتقد الشرطة المحترمة للنيل منها أو تبخيس تضحياتها وجهدها بل بالعكس نسعى إلى تحسين وترقي معاملتها ثم تكون لها دراية وحنكة في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات تجنبا لوقوع ضحايا آخرين ,فحينما نتطرق إذا إلى هذا الموضوع ونبحث فيه نبتغي من ذلك أن لا تتكرر هذه المآسي و معرفة الحقائق كما حدثت ثم ينصف العدل صاحب الحق لأننا ايها السادة نومن ان دولة المانيا دولة عريقة في ممارسة الديموقراطية وحقوق الانسان فيها فصل السلط والمؤسسات دولة نفتخر أنها فعلا دولة الحق والقانون وعليه فإننا لسنا ضد الشرطة كجهاز الذي نعتز به ونحييه على قدراته في حماية الأفراد وأمن المجتمع وإنما مبتغانا أن تسير المجريات التحقيق في مجراها الصحيح الشفاف والعادي .
ان ما تطرق اليه المحامي السيد ميكيل اندري ” Miegel André ” في تسجيله المصور بالصوت والصورة المنشور في قناة اليوتوب والتي هي عبارة عن تساؤلات وتوقعات تدل على أن هناك خلل ما في تعامل الشرطة وتدخلها وأنها كان من مقدورها إحتواء الموقف دون فقدان ضحية مع العلم ان المواطن المغربي كان معروف عندهم انه يعاني من ازمات واضطرابات نفسية كان من الممكن أن يصاحب الشرطة متخصص نفساني يعرف كيف يتعامل مع هذه الحالات ربما سيتمكن من جعل الضحية ان لا يلجأ إلى السكين او يطرحه على الارض ان كان عنده قبل مجيء الشرطة ثم يسلم نفسه دون مقاومة مع العلم ان افراد الشرطة كانوا يحملون استار واقية من الرصاص وضربة سكين حتى لو افترضنا حصلت يحتمل ان لا تؤدي الى الخطر بل قد لا تؤثر في حاملها فهل ياترى كان من اللازم اطلاق الرصاص وقتل المواطن؟ يرى المحامي انه كان من الإمكان إطلاق طلقات في الهواء قد تخيف الضحية قبل استخدام رذاذ الفلفل ربما تجعله يرمي السكين دون مواجهة بل تساءل المحامي لماذا لم تطلق الطلقتين على رجلي الهالك مثلا بها تشلل حركته!
في المقابل أعلن السيد النائب العام “فغانك بصاد ” Frank Passade في مساء الجمعة الماضية في تصريح صحفي متابعة الشرطة بتهمة des verdachts auf Fahrlässige Tötung (الشك في القتل الغير المتعمد ) هذا الخبر نشره موقع جريدة العالم Welt ويقول المحامي ان القتل مهما حصل تكون عقوبته السجن حسب القانون الألماني وهو مستعد للترافع عن القضية اذا سلمت له عائلته التفويض.
كان على الفاعلين المغاربة منهم الجمعويين وغيرهم من انصار حقوق الإنسان متابعة الملف وتقصي الحقائق وخلق جبهة موحدة مع النقابات والاحزاب من أجل نصرة العدالة والكرامة، كان على القنصلية والسفارة المغربية بالمانيا نشر مقالات صحفية اخبارية حول الملف في كل اسبوع تقريبا حتى يتسنى لمغاربة العالم معرفة ما يجري وما قامت به في هذا المجال بمعنى ينقصنا التواصل والمعلومة من مؤسسات الديبلوماسية الرسمية ولا من المجالس الممثلة للجالية .
وفي الأخير اتمنى ان تكون هذه الصدمة المؤلمة صرخة يستيقظ بها الشرفاء والنزهاء تجعلهم يد واحدة ضد القهر والظلم و لايسعنني كذلك مرة اخرى إلا أن أتقدم بتعازي الحارة إلى أسرة الفقيد ورحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون .