لمن لا يعرف مدينة زايو فهي حفرة تحيطها الجبال من كل جانب ما يعطي للمدينة جوا خاص بها، جو معتدل ككل فصل شتاء، وشبه جاف كعادته صيفا ويزيدها جمالا على ما هي عليه عطر مخلفات الشمندر السكري والذي ننام على هول رائحته مطلع كل صيف، لكن الجفاف السياسي الذي تعانيه المدينة أشد وطاة على سكانها الذين يجاوز عددهم الأربعين ألفا تقريبا، والملفت في الأمر أن المدينة تعاقب على تسيير شؤونها على مدى اربعة وأربعين سنة حزب واحد وذلك منذ المسيرة الخضراء المضفرة، والأغرب أن المهمة طوال هذه السنوات أوكلت لرجل واحد ليهتم بشؤون المدينة، وفي الآونة الأخيرة استفاق الجميع لقول لابد من التغيير والقطيعة مع زمن معاهدة المشايخ والأكابر .
بيد أن الأمر لا يكاد يبدو إلا وكأنه حق أريد به باطل، وتغير الحال من زمن العهود إلى زمن الوعود واستمرار سياسة تملق الشباب، وتمكين الشيوخ والحملات السياسوية الإنتخابية المتنكرة بزي العيد و صباغة المواطنين وكذا حملات ملء بطون الجوعى وتصوير ابتسامتهم، كلها سياسة استمرارية للنخب الاستغلالية التي أكل عليها الدهر وشرب ونحن اليوم أمام فرصة لبناء الفكر وتأطير الشباب للعمل السياسي المنظم والهادف، الذي لا يوفر فرص عمل مرهونة بالحملات الإنتخابية ولا يختزل مشاركة الشباب في أن يكونوا أبواقا للوصوليين، ولابد من تمكين الشباب من حقوقهم الكاملة في المشاركة السياسية وإعلاء صوتهم وإبراز طاقاتهم طوال الخمس سنوات وليس كل خمس سنوات مرة.
إن المبادرات الإنتهازية التي لا تظهر إلا قبيل الحملة الإنتخابية وتصعد فوق معانات المواطنين قد جعلت تلعب دور المادح الذي يدهن المواطن الضعيف بصباغة الغباء ثارة، أو يجعل من أزماته حلبة للمصارعة بين جيش الشمعة وأتباع الولاعة، وهي نفسها الممارسات التي أفقدت الشباب فكر التغيير والتجديد،
لذلك فإن الإقلاع الإقتصادي وبناء الوعي المجتمعي هي غاية لا تسعى إليها الأحزاب التي تصطاد في الماء العكر والتي همُّها هو توريث السلطة لا غير، ولتحقيق الهدف وتنمية زايو لابد من تكاثف جهود الجميع ودخول غمار المعركة السياسية تحت راية واحدة، الراية التي ترفع اسم المدينة فقط ، نحو غاية وحيدة وهي إسقاط الوجوه القديمة كلها دون استثناء وبناء نموذج يحتوي جميع الطاقات دون استثناء،
والله ولي التوفيق.
بقلم ابن زايو محمد النملي.
كلام جميل ولكن من يدخل هذا المضمار وهو محصن من أطراف لها في هذا المجال ما يمكنها من قطع كل من يقترب إلى ساحة المعركة
وهل يمكن لصاحب المقال أن يتقدم لهذه المغامرة أم نبقى نلعب دور المتفرج فقط
يجب على شباب هذه المدينة أن يشمروا.على سواعدهم.
اذا أرادوا التغيير