زايو سيتي / عادل شكراني
مع اقتراب كل موسم صيف، ينزح الآلاف من المغاربة نحو شمال المغرب لقضاء العطلة، وتستفيق هذه المدن من سباتها الشتوي العميق، لتنهض في شهري يوليوز وغشت، لتنتعش تجارياً وسياحياً في موسم الاصطياف.
وتعتمد المئاتُ من الأسر المغربية بهذه المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تُغري السياح الأجانب كما المغاربة بالاصطياف والتخييم، على الرواج الذي يخلقه المصطافون، لكن هذه السنة الوضع يشير إلى غير ذلك، بسبب فيروس كورونا وتداعياته التي سترخي بضلالها على مختلف الأنشطة التجارية والخدماتية، مما سيدفع العديد من السكان الذين ينتفعون من الحركة التجارية صيفا، يدخلون في عطالة إجبارية أو اللجوء إلى خيارات أخرى.
أمام كورنيش مدينة السعيدية الذي كان يستقبل في مثل هذا الوقت، الآلاف من السياح المغاربة والأجانب، توجد العشرات من المقاهي والمطاعم المطلة على ضفاف البحر، والتي فتحت أبوابها بعد إغلاق دام لثلاثة أشهر بسبب إجراءات الحجر الصحي، أملاً من أصحابا في جذب زوار أو سياح لتعويض الأضرار التي لحقتهم بعد التوقف عن العمل لعدة أشهر.
منير الحفياني، أحد أبناء المدينة، أن موسم الاصطياف هذه السنة بالسعيدية سيعرف تراجعاً كبيراً، عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الماضية التي كانت تنتعش فيها الحركة الاقتصادية، مشيرا في ذات السياق إلى أن مدينة السعيدية تعيش فترات رواج قصيرة منحصرة في فضل الصيف، ليس إلاّ.
وأوضح ذات المتحدث، أن المطاعم والمقاهي تعرف في مثل هذه الفترة من السنة، رواجاً منقطع النظير، مبرزاً أن الاقبال عليها يظل ضعيفاً منذ أن فتحت أبوابها، مما يدفع بأصحابها إلى إغلاقها في انتظار أن يتحسن الوضع.
وغير بعيد عن السعيدية، بدورها مدينة الناظور، تعرف ركوداً اقتصاديا وشلل في الحركة التجارية.
وفي قلب الناظور، يوجد شارع يحمل اسم “الحسن الثاني”، يوجد به مطاعم فخمة، تقدم أجود أطباق الأسماك التي تشتهر بها المنطقة، غير أن عدم الاقبال عليها يؤدي بأصحابها إلى إغلاقها، في انتظار أن تتحسن الأوضاع، وفي هذا الصدد يقول لطفي، صاحب مطعم للأسماك، ” ننتظر الأشهر المقبلة لكي تنتعش الحركة الاقتصادية والرواج التجاري، مؤكدا أن الوضع غيـّر كل شيء، وتراجع أعداد الزبائن بشكل كبير، وبات ذلك يهدد بكارثة لمهنيي القطاع”.
وأشار لطفي في معرض حديثه ، أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لها الفضل الكبير في انعاش حركة الاقتصاد بالمدينة في فصل الصيف، مضيفاً “الناظور مدينة موسمية لا تنشط سوى في فترات قصيرة من السنة ثم تعود إلى سباتها”.
ويراهن تجار ومهنيو قطاعات عديدة على فصل الصيف، لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، لتعويض آثار الركود، والتخفيف ولوْ قليلاً من الأزمة الخانقة التي عصفت بهم لشهور.