زايو سيتي : فريد العلالي
في زمن كورونا كما أصبح متداولا، انتشرت العديد من النكات والطرائف عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولعلها لم تأت من فراغ، بعد أن أجبر الحجر المنزلي أفراد الأسرة على الجلوس معا طوال الوقت، وما قد ينتج عن ذلك من مشاكل وخلافات بين الأزواج.
مدينة زايو التي انخرطت منذ البداية في إجراءات الحكومة المغربية الداعية إلى التزام البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى بدأ الوضع يكشف عن وجهه القبيح يوما بعد يوم من خلال بروز مجموعة من الخلافات الأسرية الناجمة عن مكوث الزوج في البيت ليلا ونهارا.
ساكنة المدينة في بداية انتشار الجائحة سلطت الضوء على الخلافات الأسرية بزايو بطريقة فكاهية، من خلال بعض النكات والطرائف، لكن سرعان ما تم حمل الموضوع على محمل الجد، بعد أن أخذت هذه الخلافات بعدا أكبر وتزايد المخاوف من ارتفاع طلبات الطلاق التي قد تفد على محكمة القاضي المقيم.
زيادة نسبة الطلاق تعد من النتائج التي قد نخرج بها بعد انتهاء الحجر الصحي بزايو، جراء الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر بين المتزوجين. رغم أن الأصل حسب الأخصائيين هو أن تكون هذه الفترة فرصة للتقارب وتقوية الروابط، واجتماع أفراد الأسرة وتبادل الآراء، وإيجاد نشاطات مشتركة. هؤلاء الأخصائيين يرون أن هذه النكات المنتشرة في هذه الفترة، بالرغم من كونها فكاهية، إلا أنها مؤشر مهم على وجود حقيقي لهذا النوع من الخلافات والمشاكل بين الأزواج.
تقول إحدى الشابات، من زايو، والتي رفضت ذكر اسمها، متزوجة ولديها طفلان أنها “كانت تعيش حياة عادية لم يكن فيها دفء أسري، وكل ما كان الزوج يقوم به هو إحضار الطعام مقابل تكفل الزوجة بأمور البيت، لكن لم يكن هذا الزوج يظهر عدوانية في التعامل داخل بيته رغم علاقة الجفاء السائدة، حتى حلت فترة التوقف عن العمل بسبب كورونا ليقع احتكاك يومي بينهما، وهنا بدأ الزوج في تعنيف زوجته أمام طفليه، وبشكل شبه يومي، لم تنفع معه تدخلات والديه من أجل ثنيه عن مواصلة اعتداءاته”.
تضيف الزوجة: “عصبية الزوج واختلاطي به يوميا جعلني أكتشف أنه على علاقة بسيدة أخرى مطلقة، وأجبرته كورونا على عدم الالتقاء بها، وقد يكون هذا أبرز سبب لاختلاقه المشاكل بيننا، فقد صار يهددني يوميا بإخراجي إلى الشارع، خاصة أنه يعلم أنني يتيمة الأب والأم وليس لدي إخوة أستطيع اللجوء إليهم”.
وفي هذا الصدد، تقول السيدة أمينة، مهتمة بشؤون المرأة: “إن الواقع المجتمعي في الظروف العادية والطبيعية، ونتيجة الانشغال في العمل والحياة، فرض على أفراد الأسرة أن تكون لهم لقاءات محددة مع بعضهم بعضا وفي أوقات معينة، فكانت اللقاءات مقتصرة على ساعات، يتخللها حديث حول يومياتهم أو متطلباتهم الأسرية”.
وتضيف “الأصل في هذه الفترة أن تكون فرصة لتحقيق الدفء العائلي، وتعويض أوقات الانشغال وإظهار الحب، لذلك ينبغي أن تحقق لهم هذه الفترة حالة من السعادة والفرح، لكن الواقع أن كثيرا من الأسر بدأت تنشب بينها الخلافات بسبب الجلوس لساعات طوال، يتخللها متابعة الأخبار والمستجدات حول الفيروس، وما يرافقها من توتر وقلق”.
وتشير ذات المتحدثة إلى أن هذا النوع من الخلافات قد يحدث في هذه الفترة، ولكن يجب إعادة توجيهها لتصبح فترة لبناء قواعد وعلاقة حميمية دافئة، مبينة أن الإنسان دائما يكون عصبيا في حالة الإجهاد والتعب والضغط النفسي، لذلك، وبالذات في هذه المرحلة يجب ألا تكون الأجواء الأسرية مشحونة بالمشاكل.
أحد الأطباء العاملين بمدينة زايو، رفض ذكر اسمه، تحدث عن الموضوع قائلا: “لا بد أن يكون الرجل متفهما لجلوسه في المنزل ويخلق أجواء لطيفة ودافئة، وليس العكس، مبينا أنه لابد أن تبتعد الأسر عن القلق والتوتر المحيط، واعتبارها فرصة مع الشريك، وإيجاد برنامج لقضاء وقت ممتع مع الأبناء، ويقوم كل واحد منهم بعمل نشاطات يفضلها خلال اليوم، وأن يراعي كل منهم الحالة النفسية للآخر، حتى يتمكنوا من العيش بحب وسلام وفرح”.
وفي ظل هذه الظروف تزداد المخاوف من حدوث تفكك أسري وسط العديد من الأسر، وما قد ينتج عنه من تداعيات خطيرة، أبرزها ارتفاع نسبة الطلاق بزايو، والذي يكون الأطفال أكبر ضحاياه.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته لا داعي لتهويل الأمر و استباق الاقرار بارتفاع نسب الطلاق بعد جائحة كورونا… الوقائع تؤكد العلاقة بين تأزم الوضع الاجتماعي و ارتفاع حدة المشاكل الأسرية عامة و الرزوجية على وجه الخصوص،و المجتمع المغربي يمر في هذه الفترة الحرجة و الاستثنائية من تحديات جمى و جب الرهان على تجاوزها، فحبذا لو أن إدارة موقع زاير سيتي خصصت حلقة خاصة ضمن برنامجها ألو زايو لمناقشة هذا الموضوع باستضافة اختصاصيين نفسانيين و علماء اجتماع قصد تطمين أفراد المجتمع و تنويرهم بسبل تجاوز المرحلة الحرجة و طوي الخلافات الأسرية و كذا العودة للحياة الطبيعية ما بعد زمن كورونا