زايوسيتي
تعيش المرأة القروية بزايو ونواحيها، وخاصة بجماعة أولاد ستوت حالة من اليأس جراء المشاكل الاقتصادية التي عرفتها المنطقة والتي يمكن وصفها بالكارثية بحسب المهتمين بهذا المجال، رغم المناشدات في هذا الباب على أمل أن تصل مطالب هذه الفئة المتضررة إلى المسؤولين وتلقى مساعدات معنوية ومادية، والتي من شأنها المساعدة على الخروج من الأزمة.
ويبدو أن دعم المرأة الفلاحة بأولاد ستوت منعدما بالنسبة للنساء اللواتي يمتلكن مشاريع صغيرة كتربية الأرانب، الماعز، النحل أو غيرها، يحتاجون للتأطير والتوجيه، والاستفادة من دورات تكوينية، من أجل معرفة الشروط التي يجب توفرها من أجل تربية الأرانب على سبيل المثال، أو الأمراض المنتشرة، أو غيرها من المعلومات التي من شأنها مساعدة المرأة القروية، على نجاح مشاريعها الصغرى.
هناك غياب تام للمتابعة من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الذي لا يقوم بدوره بالشكل المطلوب، فبالنسبة لإنتاج الحوامض الذي تشتهر به المنطقة، تعاني الفلاحات أضرار كارثية إذ أن العرض يفوق الطلب مع غياب التسويق الجيد. إلى جانب إصابة المنتوج بتعفنات جراء تخزينه مدة طويلة دون بيعه. وفي بعض الأحيان تعاني المرأة الفلاحة من انعدام وجود الماء من أجل سقي الأراضي، بسبب جفاف السدود، مما ينذر بأضرار لا حصر لها على المحصول.
ورغم النداءات من أجل الحصول على تعويضات لكن رغم ذلك لم تتوصل المرأة الفلاحة بأولاد ستوت بأي شيء، ويمكن القول أن الجهة الشرقية محرومة من التعويضات، على عكس باقي الجهات التي تضررت كذلك، والتي حصل فيها الفلاحون على تعويضات من الدولة، فالنساء الفلاحات بالجهة تلجأن لأخذ قروض من البنوك من أجل تمويل مشاريعهن وتعملن بشكل متواصل طول السنة على أمل تحقيق أرباح وتسديد ما عليهن من مال غير أنهن تفاجأن بمشاكل في التسويق وعدم قدرتهن على عرض منتوجهن بباقي المناطق، ويكون مصيرهن مجهول في مواجهة أعباء القرض.
بالإضافة إلى ذلك الفلاحات بأولاد ستوت شبه منعزلات عن العالم، فكل ما هو جديد في عالم الفلاحة لا يصلهن ويبقى محصور فقط على مستوى جهة الغرب وغيرها من المناطق الكبرى. فبالنسبة للمرأة النحالة مثلا لا يمكنها تسويق منتوجها الذي يتميز بالجودة على نطاق واسع، ويتم فقط اعتماد الطرق التقليدية البسيطة وهو ما يفسر ضعف العائدات رغم الجودة العالية التي يتميز بها العسل بمنطقة زايو. اليوم، النساء تطالبن بمحل خاص لبيع هذا المنتوج للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين. نفس الشيء بالنسبة لمنتوجات الأجبان والنباتات الطبية.
أما التأطير فتبقى مسؤولية المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، فهو من عليه تأمين مهندسين فلاحيين والمؤطرين للإجابة على استفسارات العاملات في المجال الفلاحي، والتعريف بالأسمدة التي يجب استعمالها، وكيفية التعامل مع التربة وغيرها من التساؤلات. هذه المطالب الأساسية تعد ضرورة ملحة في الوقت الحاضر ويجب توفرها في أقرب الآجال.
المفروض أن يصل صوت المرأة القروية بزايو والنواحي إلى جميع المسؤولين، من أجل الاهتمام بالمنطقة خاصة أنها لا تستفيد من الدعم و الاهتمام مثل باقي المناطق، زيادة على أن الميزانية المخصصة للمنطقة جد ضعيفة. لذلك تأمل الفلاحات أن يكون هناك تواصل مع وزارة الفلاحة والاهتمام بالفلاحين الذين يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وخاصة منتجي الحوامض الذين يمتلكون أحيانا ما بين 3 أو 10 هكتارات والذي اتجه معظمهم لاقتلاع الأشجار على الرغم من أن عمرها يناهز 40 سنة، بهدف تجربة محاصيل جديدة على أمل أن يتمكنوا من تحقيق أرباح وكسب لقمة عيشهم وعيش أسرهم.