وحيد الهام
نفرغ من الطبق ” البلدي ” ليأخذ مكانه بين ما وزع على مائدة الفطور بابهى اطقم الصحون…
تسكن بعد ذلك حركتنا كما هو شأن كل الجارات ، وقد رنت كل الحواس فينا إلى التهاليل الصادحة بها المآذن.ثم تصحو الأكباد من تلقاء نفسها على غير المعتاد ، تواقة إلى ارتداء حلل العيد .ومع بلوج الصبح ، تتسارع الخطى ، إذ يعقب صلاة العيد.سباق ضم ساكنة الحي باختلاف الجنس والأعمار ؛ فذا فريق شباب في مستهل الدرب على دابهم لتهنئة الكبار بعيد حل ،و الدعاء بقبول شهر فضيل انقضى،ومن تخلف عن الجمع تركوه فردا يغالب حياءه وهو يتعجل ترديد المباركات للأباء تحت أنظار صحبه الذين يرقبونه من بعيد ولا يحسدونه …فلطالما وسم الوقار والحياء محيا الجميع.
أما النسوة ، فتنافسن في كسب ثواب السبق إلى المعايدة وتبادل مختلفات ما جادت به الأنامل من أشكال الحلويات.
ويأتي في الأخير دور القلوب الصغيرة وقد تتابعت وتناوبت أمام الأبواب تهنىء وتتسلم عيديتها . كانت هذه أكثر مرحلة تبصم أعيادنا ، إذ رغم صغر الأحجام وقصر القامات إلا أن هذه المخلوقات البريئة كانت تخلق وسطنا فوضى تنتظم على إيقاعها دقات السعادة ، فماإن تحل مجموعة منهم حتى تسرع امي لتقسيم العيدية عليهم بالتساوي ،و هي توميء لنا بحركة خفية تحك سبابة يدها بالإبهام كانها تقول : “زيدوني الصرف ” ليهرع من بالبيت كل في اتجاه بحثا عن القطع النقدية ووضعها أعلى الدرج بالمطبخ …كان الكبار في حركة بينما الضيوف الصغار ينظرون والابتسامة على المحيا فرحين بما سيقدم لهم ، استحضرت ذلك و تذكرت حالنا ونحن بعمرهم فتراءت لي الصورة كعصابة صغيرة نجمع الإتاوات قسرا ونمضي 😀 غير أننا كنا نسلمهم إياها عن حب و رضى بل كانت امي تراعي ألا يتخلف أي طفل عن أخذ عيديته وإلا فتستأمن الحاضر على إيصالها لمن غاب ولم يلتحق.
هكذا كنا نقضي نصف يوم العيد، شحنة من ود وفرح تضخ لتطيل عمر الأواصر عمرا ، ثم يعم الهدوء النصف الثاني من اليوم بعدما يغادر معظم الجيران إلى أهليهم خارج المدينة، وكذلك لم تكن فرحة أمي وأبي لتكتمل لولا سفرهما إلى بيت أجدادنا حيث يجتمع الأقارب من كل صوب، وحينها فقط يتحقق لهما معنى ” عيدا مباركا أمي وأبي ‘….
ابنة زايو وحيد الهام تكتب.. عيدا مباركا أمي وأبي
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعلهما ممن قلت فيهم اذخلوها بسلام يارب العالمين.
جميل جدا لقد ايقظت بداخلي الحنين الى تلك الايام والتي لن تعود
نحن نبكي تلك البساطة المفعمة بالحنان والمبادئ التي كان الجميع متمسكا بها ونفتقدها في عصرنا الراهن
اسلوب راقي ينم عن تربية سليمة رحم الله والديك
ثم أزيد..
وتأتيها اللغة بالرغم وهي صاغرة.فتعفو الا عن أطايبها.وتوزعها بيننا بالتساوي تماما مثلما كانت تفعل أمها معها واخوتها وهم بعد صغار.وتعطف نفس السبابة ونفس الابهام لتشير الى هذا النص/ الحابل بقامة أدبية فارهة.تلتف في هذا القماط الشفاف الذي آوته زايو سيتي مشكورة…
نعم. إنه ميلاد مبدعة واثقة الخطى.واضافة لمشهد أدبي كان قد استأثر منه الشعر بالنصيب الأوفى.وان الغيث اوله القطر…
رحم الله والديك واكرم نزلهما.لقد اشتغلت تحت إمرة ابيك عاملا موسمية.فكان نعم الرئيس.احسن الله جزاءه
كنت متلهفا لتكملة الجزء الثاني لان وراء السطور كاتبة ملهمة
بالتوفيق أيتها الأديبة
شكرا لزايو سيتي التي تفتح أبوابها للناشئة
قرات تعليق خالد البدوي الاديب المتميز فوجدته قد اخترق كتابتك و قرأ ما بين السطور
كيف لا و نحن نقرا للاديب خالد الشاعر
حفظكم الله استاذي وبارك فيكم.إن فضلكم علينا وعلى الأجيال لا تقوم بجميله الكلمات ولا تفيه حقه الاحرف.ولقد خلفتم أريحا عبقا يزكو بعدكم من أفواه من شرف بالتتلمذ على ايديكم أو مجالستكم.وما مجموعات التلاميذ والطلبة اليوم إلا اعدل الشاهدين…
نعم.انا ايضا صرت اتحين نصوصها.لقد ولدت ناضجة مكتملة فوق البدايات هذه المبدعة..
خالص الشكر والمحبة استاذي العزيز..
كانت أحاسيس عيد ، و كيف عن أعياد ما سلف اختلف …فأبيت الحزن وغصت في الذكرى لأعيش عيد اليوم بفرحة عهد انصرف ! فنشرت لتشاركونيها ، ممتنة لزايوسيتي إذ لولاها ما علمت أنى سبيلي إلى الهدف.
مروركم _أستاذي يحي دحان _ نيشان مع كل مرتبات الشرف، فما نهلي إلا من واديكم ، وهي نعمة بها الله علي رف ، وكذاك قبلي الأديب خالد البدوي مشكورا اعترف ، فشكرا أستاذي ، وكل من شاركني فرحة العيد بحلة الذكرى ، فوالله سعدت ورف قلبي لكل قلم لحروفي رف.
لافض فوك اختي فعلا استحقت التتمة انتظاري فكل حروف هذا الجزء حملتني لتضعني في قلب الفترة
فعشتها بنفس الشعور والبسمة حتى اني ضحكت وانا استرجع مع النص منظر الكبار وهم يصعدون في عجلة الى الغرف لتلبية رغبة امي في المزيد من “الصرف”….
وحيد إلهام :يتبع
بارك الله فيكم
اختي الهام بارك الله فيك سافرت بنا إلى الزمن الجميل الذي لن يعود. كم اخدت من عيدية من والدتك رحمها الله وكانت دائما تغمرنا بالفرح والسعادة. شكرا على المقال الجميل ورحم الله قلوبا جميلة بصمة في قلوبنا ذكريات لن تنسى. ابنة حيكم.
تتمة جميلة ووصف أجمل أختي…دائما في انتظار المزيد
استمتعت بإتمام قصة العيد في حينا المميز. سافرت معك في جنابات تلك الأيام….كم هو رائع مجاورة من هم بصفاتكم. أدب و خلق و تميز في كل شيء…رحم الله من رباكم.
كانت أحاسيس عيد ، و كيف عن أعياد ما سلف اختلف …فأبيت الحزن وغصت في الذكرى لأعيش عيد اليوم بفرحة عهد انصرف ! فنشرت لتشاركونيها ، ممتنة لزايوسيتي إذ لولاها ما علمت أنى سبيلي إلى الهدف.
مروركم _أستاذي يحي دحان _ نيشان مع كل مرتبات الشرف، فما نهلي إلا من واديكم ، وهي نعمة بها الله علي رف ، وكذاك قبلي الأديب خالد البدوي مشكورا اعترف ، فشكرا أستاذي ، وكل من شاركني فرحة العيد بحلة الذكرى ، فوالله سعدت ورف قلبي لكل قلم لحروفي رف.
الأستاذة الهام أعجبني اسلوبك الراقي في السرد فان دل هذا عن شيء،إنما ينم عن شغفك بالقرآءةو ادمانك على شرف كؤوس الحروف والكلمات والعبارات …التي تزخر بها ذاكرتك ذاكرة الأدباء النبلاء. …
كما لانفوتني الفرصة لكي اسال الباري عز وجل أن يرحم برحمته الواسعة كل من والدتك الطيبة الحنونة الخلوقة ووالدك الطيب الشهم عزيز النفس …نعم الاب ونعم الام
رحمكما الله وادخلكما فسيح جناته انه سميع مجيب …
(حسن Ht )
,جميل هو الادب ويصبح اجمل عندما تبدع فيه انامل كتلك.. رحم الله كل المسلمين احيائا وامواتا …كل التوفيق لك اختى وشكرا على مشاركتنا تلك الذكريات او بالاحرى مساعدتنا في استرجاعها … وتحية خاصة مع الحب والتقدير لاستاذنا يحيى دحان حقا اشتقنا لك ولتلك الايام الخالية.. تحية لك من احد تلاميدك من اسبانيا واحب ان اخبرك أني مازلت احفظ لك قصيدة ‘عباس وراء المتراس’ شكرا لك وعسى ان يحفضك الله لنا وشكرا زايو سيتي
ماشاء الله جميل جدا لقد ايقظت في داخلي مشاعر واحاسيس وحنين،حملتني لتضعني في قلب تلك الاجواء.
فرغم رحيلهما الا انك زينت صفحاتهما بتلك البساطة التي كانت تلف حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية والقيم التي كان الجميع يتمسكون بها… حفظك الله و أسعد أيامك أختي الهام
بوركت يا صديقتي الغالية فعلا اعدتنا الى طفولتنا ولو للحظات وفقك الله الى ما فيه الخير ومزيدا من العطاء. كما اتوجه بالشكر الجزيل الى استاذنا الفاضل دحان يحيى الذي و كما يبدو لم ولن يستغني عن تقديم الدعم والتشجيع لتلاميذه حفظك الله استاذنا و جعلك نبراسا ينير دروبنا. وشكرا لك الهام على هذه الفرصة التي منحتها لنا.
ماشاء الله عليك اختي الهام اخذتني الى شوق و حنين الطفولة . وايام الزمن الجميل مازلت اتذكر احساس الفرح بالعيدية التي كنت انتظرها من مقربين العائلة ولا انسى سعادتي وفرحي بلباسي الجديد للعيد نعم انها ايام الطفولة وايام الاحلام البسيطة