زايو سيتي/ عادل شكراني
تذمر العديد من المواطنين بزايـو من قرار تمديد فترة الطوارئ الصحية، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وذلك لمدة ثلاثة أسابيع إضافية، بعد نهاية المرحلة الثانية يوم 20 ماي الجاري.
وأوضحت تقارير عديدة أن اتخاذ قرار التمديد لثاني مرة، والذي تقف وراءه لجنة القيادة المركزية، تأثـّر بمعطيات الرصد الوبائي التي جعلت المسؤولين في وزارة الصحة يوصون بإبقاء “الطوارئ الصحية” مدة إضافية.
وتخوّفت العديد من الأسر المعوزة وذات الدخل المحدود بمدينة زايو، من الآثار الاجتماعية التي يُمكن أن تترتب عن هذا التمديد، سيما وأن العديد منها لم تتوصل بالدعم المالي من الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا، سواء المسجلة بنظام “راميد”، أو للعاملين الذين توقفوا عن مزاولة نشاطهم الغير مهيكل، بالرغم من احترامهم للشروط التي سبق وأن نصّت عليا لجنة اليقظة المكلفة بالملف.
وتوصلت جريدة “زايو سيتي”، بعدد من شكايات المواطنين لم يتوصلوا برسائل أو بأي معلومات تدعوهم لسحب المبالغ المالية المخصصة لدعم الطبقة الفقيرة والهشة، في ظل الظرفية الوبائية الحالية، مُؤكدين بأن وضعهم الاجتماعي يـُرثى له.
وأدّت الأزمة التي يعيشها المغرب بعد فرض حالة الطوارئ للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى تفاقم معاناة بعض الأسر ذات الدخل المحدود بزايــو، سيما تلك التي كان يشتغل معيلوها في القطاع غير المهيكل.
فبعدما أعلنت السلطات المغربية حالة الطوارئ الصحية في أرجاء المملكة وفرضها للحجر الصحي المنزلي، استجابت هذه الفئة من المواطنين لنداء السلطات لتجد نفسها بدون مدخول يوفر لها لقمة عيش سليم.
ومن أجل تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة من المجتمع، خلال فترة الطوارئ الصحية، “زايو سيتي” تنقل لكم آراء مواطنين وأسر.
“الناس خرجات ومبقاوش محتارمين الحجر الصحي، لأنه وصلات بهم للعضم، يقول محمد وائل، ويضيف “كيقلبو على آش يوكلوا ولادهم”، ويتابع قائلا: “استمرار الوضع هكذا ينذر بكارثة بالنسبة للعديد من الأسر التي تشتغل في القطاع غير المهيكل.
وتتوالى القصص لعمال بسطاء يصرون على الخروج إلى العمل، رغم اجراءات الحجر المنزلي، ويشاركون معاناتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين “الحكومة تخلاّت علينا، لادعم لا حتى حاجة، وحنا يوميا كنموتو بشكل بطيئ.
يقول محمد صاحب محل لبيع الملابس، مُعلقا على تمديد فترة الطوارئ الصحية ببلادنا “سؤال راودني وأردت أن أشاركه معكم، لعل أجد له جواب، هل قرار الحكومة بإغلاق المحلات قرار صائب أم أن القانون يطبق على الفقراء فقط”.
من جانبه وجّه كمال، تاجر ملابس، رسالةً إلى وزير التجارة والصناعة يقول فيها: “سيدي نحن تجار الألبسة، هذا العام تكبدنا خسائر كثيرة، هل من أحد يسمع صوتنا، نحن مهددون بالإفلاس والبطالة.
وكتب مصطفى فاعل جمعوي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “هناك أسر كثيرة بزايــو تعاني في صمت بسبب الحجر الصحي… نلتمس من المحسنين مساعدتهم”.
وتؤكد فاطمة والدّمعُ ينسابُ من عينيها، “راجلي هادي شهر ونص مخدم، متلاقينا حتى باش نشريو الحليب للولد، حتى ديك راميد مستفدناش بها، شحال قد المحسنين يعطيونا شحال …الله هو الوحيد لي عالم بحالنا”.
وكشف تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، يوم أمس الثلاثاء، حول تتبع نمط عيش الأسر تحت وطأة الحجر الصحي، أن ثلث أسر المملكة لا تملك مصدراً للدخل، بسبب توقف أنشطتها أثناء الحجر الصحي المفروض على خلفية تفشي فيروس كورونا.
وأوضح التقرير أن 34% من الأسر المغربية لا تحصل على مصدر دخل بسبب الحجر الصحي، وأضاف أن نسبة الأسر التي لا تتوفر على مصدر دخل بسبب الحجر الصحي، تصل إلى 44 % بالنسبة للأسر الفقيرة، و 42 % بالنسبة للأسر التي تعيش في مساكن عشوائية، و 54 % في صفوف الحرفيين، و 47 % بين التجار، و 46 % بين العمال واليد العاملة الزراعية، ولفت التقرير إلى أن 14% من الأسر في البلاد استدانت، من أجل الاستجابة لنفقاتها الجارية.
وأفاد التقرير أن الدخل يغطي بالكاد النفقات بالنسبة لـ 38% من الأسر، في حين تضطر 22 % من الأسر إلى استخدام مدخراتها، وتعتمد 8% من الأسر على المساعدات التي تقدمها الدولة لتغطية نفقاتها اليومية.