سعد أبو الدهاج – (و م ع)
يتزامن حلول شهر رمضان الأبرك لهذا العام مع ظروف استثنائية تمر منها الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما فرض إلغاء عدد من الشعائر الدينية والعادات الاجتماعية التي تميز هذا الشهر الفضيل.
واعتبارا لهذا الظرف الطارئ، لجأ المجلس العلمي لأوسرد، كغيره من المجالس العلمية بمختلف جهات المملكة، إلى التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي كدعامة أساسية لتعزيز دوره في الإرشاد والوعظ الديني بالإقليم، ومواكبة شهر رمضان المبارك بما يقتضيه من توجيه وتأطير للمواطنين.
ويسعى المجلس إلى استثمار كل إمكانيات التواصل الرقمي عن بعد في دعم محتوى ديني – إرشادي عبر الإنترنت موجه لفائدة المواطنين والمواطنات بإقليم أوسرد، من أجل حثهم على الالتزام بتدابير الحجر الصحي خلال هذا الشهر الفضيل، مع تلبية جميع احتياجاتهم في المجال الديني، بشكل يراعي خصوصيات هذا الشهر الفضيل.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس العلمي المحلي لأوسرد، محمد الجيلاني، إن البرامج والتدابير المتخذة من طرف المجلس خلال هذا الشهر المبارك، طبقا لتوجيهات الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، تنسجم مع الظرفية الاستثنائية الراهنة التي فرضها انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأكد أن المجلس قام بتعبئة كل موارده للاضطلاع بمهمته في التوعية الدائمة للمواطنين وحثهم على التشبث بواجبهم الديني والوطني والأخلاقي، من خلال دروس دينية ووعظية توجه إليهم عبر وسائل الاتصال عن بعد، وربطها بمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وفقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأنشطة الدينية،التي أعدها المجلس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تشمل بداية إحياء سنة ختم صحيح الإمام البخاري طيلة شهر رمضان، حيث تم وضع برنامج لهذا الغرض بمشاركة أعضاء المجلس ووعاظه وجميع القيمين الدينيين عبر وسائل الاتصال عن بعد. وأضاف السيد الجيلاني أن أنشطة المجلس تهم كذلك بث قراءات قرآنية لبعض المقرئين عبر الصفحة الرسمية للمجلس على الفايسبوك، وبرامج لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم قواعد التجويد عن بعد، خصوصا في صفوف النساء، وإعداد سلسلة أحاديث الصيام التي تنشر بدورها على صفحة المجلس.
وتتوخى هذه الدروس والمواعظ تسليط الضوء على مواضيع من قبيل “فضائل الصيام”، و”رمضان شهر القرآن”، و”أخلاق الصائم في بيته”، و”مرحبا يا رمضان”، و”أثر الصيام على المسلم”، و”صنائع المعروف تقي مصارع السوء”، وغيرها مما يساعد المواطنين على فهم دينهم واتباع شعائرهم على نحو أفضل.
وأشار إلى أن المجلس العلمي لأوسرد يحرص كذلك، في إطار اهتمامه الدائم بالتفاعل الوثيق مع محيطه، على تلقي والرد على أسئلة واستفسارات المواطنين والمواطنات التي تطرح إما عبر الموقع الإلكتروني أو من خلال الهاتف، مع التأكيد على وضع أعضاء المجلس والوعاظ وخلية المرأة رهن الإشارة في أي توجيه أو تأطير.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أنه يتم التنسيق مع أعضاء المجلس وأطره والقيمين الدينيين من أجل متابعة انتظام رفع الآذان في سائر المساجد، وتحضير وبث حصص الوعظ والإرشاد المنجزة، كما تتواصل معهم بشكل منتظم لمواكبة أحوالهم الصحية ومدى التزامهم بالمهام الموكلة لهم.
وبالإضافة إلى الشأن الديني، يقوم المجلس بعمل اجتماعي مواز، يتمثل في تقديم مساعدات لفائدة المؤذنين وأرامل القيمين الدينيين والأئمة المعوزين بتنسيق مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة الداخلة – وادي الذهب، وبعض المحسنين.
ودعا السيد الجيلاني عموم المواطنين والمواطنات إلى الالتزام الصارم بالتعليمات الصادرة عن السلطات المختصة، واتباع ما يصدر من توجيهات وإرشادات رسمية بشأن التجمعات الاقتصادية والاجتماعية والدينية، والحفاظ على التباعد البدني، صونا لأنفسهم وذويهم من التداعيات المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد.
وخلص رئيس المجلس العلمي المحلي لأوسرد إلى ضرورة استثمار الوقت، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك، في قراءة القرآن الكريم والأذكار وتعلم العلوم الشرعية وقراءة الكتب وغيرها مما يفيد الإنسان في دينه ودنياه.
يشار إلى أن المجلس نظم، مؤخرا، مسابقة عن بعد في تجويد القرآن الكريم، حيث تمت دعوة المرشحين لتسجيل وإرسال مقاطع فيديو في هذا الشأن عبر تطبيق الرسائل الفورية (واتساب).
وبعد التوصل بكل مقاطع الفيديو، ستعمل لجنة مؤلفة من أعضاء المجلس العلمي المحلي على تقييم هذه القراءات القرآنية واختيار الفائزين في هذه المسابقة.