تعريف مختصر بالكاتب
الذكتور محمادي لغزاوي من ابناء مدينة زايو وقاطن حاليا بهولندا، حاصل على الماستر والدكتوراه من جامعة تيلبورخ ـ هولندا، اشتغل كباحث من سنة 2003 الى غاية 2013 في تخصص اللسانيات الاجتماعية و علوم التربية. درس أيضا في جامعة سـتانفورد، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
نشر العديد من الأبحاث و المقالات في مجال اللسانيات و التربية و اكتساب اللغة لدى الأطفال المغاربة في هولندا و كذا وضعية العربية و الأمازيغية في هولندا وأوروبا. أغلب المقالات نشرها للغة الانجليزية وفي بعض الأحيان بالهولندية أو العربية. كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية حول اللسانيات، الثنائية اللغوية، التعدد اللغوي و اكتساب اللغة. إلى جانب البحث الأكاديمي، لديه اهتمام بشؤون المغاربة في المهجر وهولندا بالتحديد.
يشتغل حاليا مدرسا للسانيات الانجليزية و آدابها في التعليم الثانوي بقسمInternational Baccalaureate .
——————————-
محمادي لغزاوي
أستاذ و باحث في اللسانيات الاجتماعية و علوم التربية
1. توطئة
في أواسط الستينيات من القرن الماضي بدأ قدوم أول فوج من المغاربة الى هولندا بعد عقد اتفاق بين البلدين يخول لهؤلاء العمال المؤقتين “Gastarbeiders” ممارسة أعمال يدوية لا تتطلب مهارات ذهنية. و مع بداية القرن الحالي أصبحت الجالية المغربية، والتي يشكل الأمازيغ غالبيتها، من أكبر الجاليات الأجنبية في المجتمع الهولندي.
تتميز التركيبة السوسيولسانية للمغاربة في بلدهم الأصلي بالتعقيد، وهذه الظاهرة اللغوية تظهر أيضا في أوساط الجالية المغربية في هولندا. فما يناهز 70 في المائة من المغاربة القاطنين في هولندا ينحدرون من منطقة الريف شمال المملكة المغربية حيث اللغة الأمازيغية هي اللغة الأم للساكنة هناك (أنظر: .(Obdeijn,1999
سيتم التركيز في هذه المقالة على الأمازيغية في هولندا و يتم تحليل ذلك باعتبار بعدين هامين: أولهما وضعية الناطقين بالأمازيغية والبعد الثاني يتجلى في وضعية الأمازيغية كلغة في حد ذاتها داخل المجتمع الهولندي.
في الجزء الأول سنلقي بعض الضوء على تاريخ هجرة الجالية الأمازيغية الى هولندا وكذا بعض المعطيات الديمغرافية، الى جانب وضعية أفراد الجالية الأمازيغية في قطاع التعليم و سوق العمل الهولنديين.
أما الجزء الثاني فسيتطرق الى وضعية و مكانة الأمازيغية في هذا الوطن الجديد. من أجل ذلك ستتم دراسة بعض الجوانب من قبيل وضعية الأمازيغية في بعض المؤسسات الثقافية و الاجتماعية، في وسائل الاعلام وكذا في التعليم.
بالإضافة إلى هذا ستتم معالجة بعض المتغيرات و الظواهر اللغوية كاكتساب اللغة، اختيار لغة بدل أخرى، تفضيل لغة على أخرى، سيطرة لغة على أخرى، ثم المهارات اللغوية وأخيرا تطور لغة المدرسة أو اللغة الأكاديمية.
تجدر الإشارة إلى أن الأرقام و الاحصاءات التي تتعلق بعدد السكان و التعليم و التشغيل بخصوص الجالية الأمازيغية غير متوفرة بشكل دقيق. يرجع السبب في ذلك إلى كون المعلومات الرسمية التى تنشر حول المغاربة تكون في معظمها عامة و لا تميز بين الناطقين بالعربية/الدارجة المغربية والناطقين بالأمازيغية. بناءا على هذا، فالأرقام التي نوردها في هذه الدراسة ستكون حول المغاربة بشكل عام بيدأنها تقدم فكرة عن الأمازيغ بما أنهم يشكلون أغلبية المغاربة المقيمين في هولندا.
يتبع