ماذا فعل هذا المخلوق الذي لا يُرى بالعين المجردة بالبشرية جمعاء ؟
ماذا فعل بهذا العالم حتى أصبحت أقوى وأغنى الدول تبحث عن من تَسْتَجْدِيه لتتجاوز هذه المحنة وترجع إلى قابل العهد من جديد ؟
لقد عاث بالإنسان قتلا وحزنا وبكاء حتى أضحى أضعف مخلوق فوق هذه الأرض، وقد كان بالأمس القريب يتباهى بعلمه وابتكاراته التكنولوجية التي استطاع من خلالها الوصول إلى أسرار الأرض والسماء، وظن أنه استطاع أن يهيمن على الكون بَرَّهُ وبَحْرَهُ وجَوَّهُ.
الولايات المتحدة الأمريكية بقدراتها الهائلة وإمكانياتها المادية الخارقة وعلمائها الجهابذة، الدولة التي ادعت قدرتها على تحقيق أي شيء تريده، يُبَشِّرُ رئيسُها شعْبَه بتوقع ضحايا لفيروس كورونا كوفيد 19 بأعداد كبيرة دون استطاعة منظومته الصحية المتطورة فعل أي شيء، وقبلها رفعت أوروبا ذات الحضارة الراقية يديها مستسلمة ومتوجهة إلى الله عز وجل عبر كنائسها برفع البلاء والحد من الوباء بعد انهيار منظومتها الصحية أيضا وعدم استطاعتها لإنقاذ الكم الهائل من البشر الذين يموتون يوميا وبشكل يبعث على الحزن والخوف والحسرة.
أما دولنا العربية فلا تملك إلا التوجه إلى الله عز وجل ليحفظ شعوبها ويرفع عنها البلاء ويحد من الوباء دون اللجوء إلى مستشفيات وزارات الصحة التي قطعا لن تستطيع استيعاب العشرات من المصابين بالفيروس فما بالك بالمئات أو الآلاف .
وهذا ما فعله المغاربة في بعض المدن حيث رفعوا أكف الضراعة إلى الله جل وعلا من النوافد والشرفات وأسطح المنازل مستمطرين رحمته وراجين منه بان يبيد هذا الفيروس قبل إصابتهم به وإرغامه لهم بالدخول إلى مستشفيات تشكوا إهمالها ونقصها إلى خالقها .
لقد نجح المغاربة في محاصرة الفيروس بوعيهم العالي في تطبيق الحجر الصحي بمنازلهم، وعدم المجازفة بأرواحهم وأسرهم، وذلك رغم خصاصهم وقلة ذات يدهم، فهم لا يزالون ينتظرون تفعيل الصندوق المحدث للتقليل من تداعيات كوفيد 19، والاستفادة من تعويضات تغنيهم من جوع آت لا محالة.
فالله وحده نسأل أن يتجاوز عنا ويرحمنا ويرفع عنا البلاء والوباء ويعيدنا إلى سابق عهدنا ويحفظنا في أبنائنا وأهلنا و شعبنا آميييييييين ..