يعيش المغاربة كغيرهم هذه الأيام عزلة صحية ، فرضتها الظروف الطارئة المرتبطة بجائحة كورونا التي اجتاحت العالم وألزمت الملايين بالبقاء في بيوتهم، وهو أمر لم يتعود عليه الكثير من الناس، الذين تختلف ردود أفعالهم تجاهه.
محسن بنزاكور ، الأستاذ الجامعي والمتخصص في علم النفس الاجتماعي ، قال ’’إن الحجر الصحي في المنازل ينبني على أمرين أساسيين هما التغيير والتأقلم ، التغيير من خلال إعادة برمجة ، لذلك كان هناك أمران بعد فرض حالة الطوارئ الصحية، في المغرب إما القبول أو الرفض ، الذي عبر عنه نموذج من الناس لم يتعودوا على هذا الأمر، في حين قبله نموذج ثان لديه قدرة على التكيف وهو أكثر استجابة، بسبب المعرفة التي لديه واستشرافه المستقبل.
وأوضح بنزاكور ، ان عملية التأقلم قد تبدو صعبة لكنها تحتاج إلى أمرين ، هما القبول بالواقع والابتكارية .
بنزاكور أشار في السياق ذاته إلى أن القبول بالواقع الجديد الذي فرضته جائحة كورونا ، سيكون سهلا للذين يفكرون بإيجابية ، إذ لاينبغي اعتبار الحجر الصحي، حبسا بل هو خير ونحن نستبق الاحداث ، وينبغي اعتبار الحجر الصحي احتياط وذكاء ووقاية . على حد تعبيره.
وشدد المختص في علم النفس الاجتماعي أن، الجلوس في البيت هو تخلي عن المكتسبات التي تعود الناس عليها وارتبطوا بها عاطفيا ، كالجلوس في المقاهي والخروج والأكل خارج البيت وغيره من الامور ، و لكن المصلحة والصحة أولى من الارتباط العاطفي.
أما الابتكارية التي يمكن للأسر اللجوء إليها طيلة الحجر الصحي، فيرى بنزاكور أن الكل ليست له القدرة على الابتكار ولكن الحقيقة العلمية، تقول إن لنا قدرة على الابتكار ، والحاجة أم الاختراع.
وعن بعض النصائح التي يمكن تقديمها للمواطنين طيلة الحجر الصحي ، شدد المتحدث ذاته على الرجوع إلى مفهوم الأسرة، مطلوب ، والانتباه للاخر يؤدي الى تطور الذكاء الوجداني للأسر مع إحياء فكرة الأخوة والأبوة والتواصل أكثر داخل الأسرة.
ولفت بنزاكور الى أن معرفة الشخص بمدة الحجر الصحي ، التي تنتهي في عشرين أبريل سيشعره براحة نفسية أكثر، بخلاف لو أنه كان يجهلها.
ويشار إلى أن المغرب وفى إطار التدابير الوقائية العاجلة التي تتخذها السلطات العامة من أجل الحد من تفشي جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، أعلن عن حالة الطوارئ الصحية ابتداء من يوم 20 مارس في الساعة السادسة مساء إلى يوم 20 أبريل 2020 في الساعة السادسة مساء.