الجـــــــزء السابــــــــع
يرى عرمرم من الناس،يحملون أمتعتهم يمشون بهرولة سريعة
غريبة الخطوات ازداد محمد تكهربا في خياله لغرابة المشهد،
أغلق النافذة ،حاول تغيير المقطورة لأخرى لعله يجد من
يشاركه الوضع الذي أصبح فيه مرغما، اقـترب من بـــــاب
المقطورة الموالية ففتح بابها رويدا و تقدم محاولا التركيز و اذ
به يجــــــد امرأة عجوز و يدها على خدها و العرق يتصبب
من جبينها تلبس لباسا اســـــــــــــودا و كأنها انبعثت من عالم
الأموات،تردد كثيرا في مخاطبتها و بعد صراع كـبيــر
في فكره خرج بشعار لا للصمت مادام كل ما يــدور حوله
صمت؛ فتـح معهـــــا حوار بالسلام لكن لا إجابة! فرفع
صوته و أخيرا ترد عليه السلام .
محمد:كيف حالك؟
العجوز:رغم الكل الحمد لله يا ابني.
محمد:ماذا بك؟ارى العرق يتصبب منك.
العجوز:كيف لا و كل أهلي اختفوا فجأة كأن الأرض ابتلعتهم…
محمد: كيف هذا؟
العجوز:استيقظت ولم أجد أحدا..
محمد:نفس الشيء وقع لي فقط أنت تتذكرين اهلك أما أنا
استيقظت بذاكرة منعدمة…
العجوز:كان الله في عونك يا ابني.
محمد:كيف وصلتي إلى القطار و إلى أين أنت ذاهبة؟
العجوز:خرجت من البيت بدون وجهة و لم أجد سوى هذا
القطار و ركبته بعد أن أحسست بخوف رهيب و فراغ لا منبع له.
محمد: بعد أن أحس أن هناك من يشاركه و لو قليلا و يشبه
وتيرة مسيرته ما رأيك فيما يقع؟
العجوز:سني تجاوز الثمانين أول مرة اعجز عن تفسير ما وقع والغريب أرى الكل سكارى و ما هم بسكارى و حتى المحيط
اغشي بالسديم…و في نظري من كان قلبه مفعم بالإيمان هو
من سيجد و لو بصيصا من الأمل لتفسير ما حــــــدث و ما
سيحدث…
محمد:أشكرك على هذه المعلومة التي لا محالة ستفيدني و لو
لماما في مســــيرتي المطلية بخيدع لا أساس له…
ودع محمد العجوز داعيا لها بإيجاد أهلها و اقترب من
المقطورة الموالية فـبعد أن فتحها إذ به يجد شيخا…..تسمر
محمد بمكانه و شل جسده و لسانه عن الــــحركة إنها صاعقة
أخرى انه الشيخ الذي تكلم معه من النافذة في بداية مشواره
المـلغـم، بعد برهة من الزمن تذكر محمد الجملة التي رافقته
طيلة رحلته”خُتم الكلام”…. بعد سعي جبار تكلم مع الشيخ
أخيرا بقول السلام ورد عليه الشيــخ الســـــــــلام.
….! محمد:الست أنت من…..مشيرا بيده للماضي
….. الشيخ:أشار برأسه فقط بنعم
محمد:لقد تركتني في حيرة من أمري بتلك الجملة.
الشيخ:الحكماء يتكلمون فقط بعصارة المواضيع ،مغزاها
و مآلها ….
محمد:أيمكن أن توضح لي تلك الجملة؟
الشيخ:حاول إحاطة مدلول وجودك بكسب فقط لب المفاهيم
للخروج بميكانيزمات فلسفية تعتبر كردعا لكل شرارة تصب
في نهر الركود و تخرجك من الغوغــــاء التي لا صراط لها.
محمد:أنت فعلا حكيم؛انك تتكلم و قلبي تغزوه مفاتيح اكسيرية
تفك شفرة التوهــان المكسو بغشاوة الغي و الظلام…
ودع محمد الشيخ بعد أن كسب بعض المفاهيم التي يراها
ستنفعه في مسيرته التي تبدو ستكون طويلة خرج من
المقطورة للموالية و إذ به يسمع ضجيجا…يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:واتساب 00212626682362
شكرا على نشر الجزء السابع من روايتي