خطوة لافتة أقدم عليها آلاف المواطنين من مغاربة سبتة، يوم أمس الجمعة 28 فبراير 2020، بعد خروجهم في مسيرة احتجاجية حاشدة جابت شوارع المدينة المحتلة، فاق عدد المشاركين فيها 6000 مشارك، وُصفت بالمسيرة التاريخية الأضخم طيلة القرن الواحد والعشرين.
المسيرة دعت إليها فعاليات سياسية وجمعوية من مغاربة سبتة، أو “مسلمو سبتة” على غرار ما يصفهم به الخطاب الرسمي الإسباني، انطلقت من أحد الأحياء الأكثر تهميشا في المدينة المحتلة، قبل أن تتجمع أمام مبنى البلدية وسط المدينة.
ورفعت المسيرة الاحتجاجية شعارات متعددة كانت كلها تصب في خانة التنديد بالتفاوتات الاجتماعية والتهميش والعنصرية: “عنصرية شرعية، فضيحة وطنية”، “ضد العنصرية”، “العنصرية لا مكان لها وسط مؤستتنا”، “الصمت المؤسساتي تواطؤ”، “يشتموننا والحكومة تصفق”…
التعايش، والاحترام ، والمساواة الفعلية، كانت بالمقابل من المطالب الأساسية التي رفعها المتظاهرون في لافتاتهم البارزة بالمسيرة الأولى من نوعها من تنظيم مغاربة سبتة رفعت شعارات من قبيل: “لا للتسامح مع الفاشية”، “التعايش فضيلة مشتركة”، “فاشية شرعية، فضيحة وطنية”، “مزيدا من المساواة الاجتماعية”، “التعايش والتسامح هو معرفة احترام المختلف”، “مسلمة وأفتخر”، “أنا إسباني، هل لديك شك؟ ”
وبخصوص الوضعية التي تعيش على وقعها الحدود مع الداخل المغربي بعد قرارات منع التهريب المعيشي، طالب المتظاهرون بـ “تجارة كريمة”، و”حدود كريمة”، مؤكدين أن التجارة في سبتة باتت في خطر كبير.
وفي البيان الختامي للمسيرة تم التأكيد على ضرورة وضع حد للهجوم المتواصل الذي يتعرض له مغاربة سبتة من طرف اليمين المتطرف، إضافة إلى تغيير الوضعية الاجتماعية المتردية لسكان المدينة من أصول مغربية مقارنة بالمواطنين الإسبان.
وقال المتظاهرون في بيانهم: “نحن نتظاهر لأن هناك من يريد تدمير التعايش عبر تعليقاته واحتقاره. في سبتة توجد مدينتين، واحدة للباشوات والأخرى للمهمشين. نحن نريد حياة كريمة للجميع، وأمل للجميع”.