رواية مطاردة خيط دخان بقلم محمد بوجديان الجزء الخامس
الجـــــــزء الخامــــــس
طبيب رأسه فوق الطاولة و يئن بصوت متذبذب كأنه جثة
متحركة ناطقة،فــــزع محمد من قساوة المشهد و كيف لا و كل
لقاءاته غرابة و فزع و غموض،اقـــترب من الطبيب بخطى
ثقيلة…. بعد أن قال له السلام نهض الطبيب مرعوبا وجــــرى
نحوه؛ أصبح يلمس محمد كأنه يريد التأكد من وجوده فعلا لعدم
استيعابه مـــــازال وجود أناس في القرية….بعد ثوان معدودة
رد الطبيب السلام عليه سائلا إياه لماذا بقي في هذه القرية!
استرجع محمد كلام الرجل الذي سبق أن التقاه و قال له نفــس
الكلام مما دفعه أن يفهم قليلا محتوى ما يجري…أجاب محمد
انه لا يعرف شــــيئا لهذا قصد المستوصف لعله يجد مخرجا
لورطته .
الطبيب: كل الناس هجروا القرية و أنا بحكم ضميري المهني
و قسمي بقيــــت في المستوصف.
محمد:أزيد جوابا واحدا لماذا ترك الناس القرية؟
…… !الطبيب: لا يمكنني الإجابة
محمد:لماذا؟
…..!الطبيب:لأنه لا يمكنني
محمد: بعد أن سرد له ما وقع بالتفصيل لماذا أصبحت هكذا..لا
أعرف من أنا! لماذا أنا! لا أتذكر شيء…؟
الطبيب:30 سنة عمل كطبيب لم أرى و لم ادرس تفسيرا أو
علة تشـــبه ما وقــع !…ويقع فنصيحتي لك هي الرحيل.
محمد:طأطأ رأسه منهارا فكل من يلتقيه أملا أن ينقذه يوجهه
فقط للرحيل فــــودع الطبيب و خرج من المستوصف و الليل
قد أرخى سدوله على القرية،وقــــف مستفسرا أي طريق يسلكه
لاسيما وسط كثافة الضباب؛ديجور المكان و حلكة ليل لا
ترحم كأنه في غياهب بئر لا حدود لعمقه…..قرر مواصلة
المسيرة و ان لا يقف حتى يجد النور المنشود.بعد قطعه مسافة
طويلة إذ به يسمع صوت جرس غريـب الصدى و الرنة ،
حاول الاقتراب منه و العرق يتصبب منه من كثرة التعب
لكن إنها الكارثة الأشد غرابة فلقد أصبح يجد نفسه في نفس
نقطة الانطلاقة مهما حــــــاول الدنو…تجمد محمد في مكانه
و إذ بمنادي ينادي………يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:واتساب 00212626682362
شكرا على نشر الجزء الخامس من روايتي