رواية مطاردة خيط دخان بقلم محمد بوجديان الجزء الرابع
الجـــــــزء الرابــــــــع
…بعد تمعن عميق لاحظ محمد أن الشخص الواقف أمامه هو
رجل طويل القامة ذا جلباب أبيض، لحية كثيفة، شعر طويل
يغزوه الشيب، و عينان جاحظتين….أول ما نطق به الرجل هو السلام فرد عليه محمد بصعوبة السلام و دخلوا في
حــوار عويص الانسجام :
الرجل:ماذا تفعل هنا ؟
محمد بعد ان استرجع قواه بصعوبة:لا اعرف ….. ! ! !
الرجل: لماذا لم ترحل مع الآخرين؟
محمد:أي آخرين؟
!الرجل:يبدو انك حتى أنت أصبت بغرابة المكان
محمد:ارجو منك يا سيدي ان توضح لي ما وقع و ما يقع؟
الرجل:لا تبحث عن التفسير بل ابحث عن الرحيل……
محمد:هل أنت من هذه القرية؟
الرجل:نعم.
محمد:بعد أن أشار له عن بيته؛ هل تعرف من يسكنه؟
الرجل:بعد ان صمت لوقت وجيز؛ذلك البيت هو الوحيد في
القرية من حير العقول فلقد ضل ساكنا و لا يُعرف أصحابه
منذ زمن بعيد……
محمد:ازداد حيرة و انبهارا و دخل في دوامة الشكوك وهو
يقول في نفسه لماذا أنا بالضبط من خرج من ذلك البيت
ولماذا أصلا وُجدت في هذه الفترة الغامضة مـن الزمن ……
بعد أن انشغل مع هذه المتاهات عاد ليكلم الرجل ولكن لم
يجده… !
أصبح لب وجدان محمد عبارة عن توهان لا اتجاه له فضل
يستحضر كــــــــــلام الرجل و يحاول فهمه قدر الإمكان
لكن لم يستخلص سوى وجوب الرحيل،صــار يردد أي رحيل؛
إلى أين الرحيل؛أين رحلوا سكان القرية،أي طريق اسلكه…..
أسئلة لا إجابة لها في محيط حتى الضباب بكثافته لم يرحمه
وساهم في اخـــتلال موازين و مدلول حياته…
علم محمد إما ان يواصل مسيرة البحث او يبقى حبيس ظنونه.
أصـــــر محمد على المواصلة بتوجهه إلى الجانب الآخر
من القرية فإذا به يلفت انتباهه مستوصـــــف القرية و بعد
اقترابه منه حاول طرق بابه عدة مرات ففتحه مرغما ليحس
بسـكون اشد هولا من الخارج؛أصبح يحوم و يحوم في أروقته
وحجراته لكن لا وجود لأي شخص!إلى أن وصل حجرة
الطبيب و هو يسمع أنينا خافتا لا يسمع صـــــداه إلا بصعوبة
و الذي ساهم في دهشة محمد؛ ففتح الباب بسرعة لكن إذا بها
الفاجعة…..يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:واتساب 00212626682362
شكرا على نشر الجزء الرابع من روايتي