زايو سيتي/ عادل شكراني
“أم القطط ” هكذا يُلقبها كل من يعرفها بمدينة بركان، السيدة نادية ترعى المئات من القطط، ولو كان بيدها لتولّت رعاية المزيد منها، إمرأة وهبت حياتها وتعلّقت وجدانياً بهذه الحيوانات الأليفة.
تُضحي السيدة نادية في الخمسينيات من عمرها بكثير من الوقت والعديد من الأمور، لأجل اسعاد القطط، تُنادي على كل واحدة باسمها، فتجيب القطط بمُواء ينمُّ عن تواصل حميمي بينهما.
لا تعرف “نادية” بالتحديد عددَ القطط التي تُربيها وتسهر على رعايتها كل يوم، ولكنها تُقدر عددها بالمئات، استطاعت من خلالها أن تـُؤسس مملكةً خاصة من القطط .
اعتاد الكثير من سكان بركان أن يروا “نادية”، تتجول لوحدها بين دروب وأزقة المدينة، وهي تجرُّ خلفها جيوشاً من القطط من مختلف الأعمار والأشكال، تعرفها واحدةً واحدةً، والقطط تعرفها، المرأة تهب كل حياتها للقطط، تُضحي بليلها وراحتها وصحتها وحتى رزقها من أجل هذه الكائنات الأليفة.
حياة نادية ليست سهلة فهي تكتري منزلاً، ولا تزاول أيّ عمل، وترى أنها وجدت هدفها بما تقوم به، من خلال تقديم المساعدة لحيوانات أليفة، ولا تجد مشكلة في الموازنة بين الاعتناء بالقطط وحياتها الخاصة، إذ أن حياتها الاجتماعية ضمن نطاق عملها التطوعي.
لا شيء يهم “نادية” في هذه الحياة سوى الاطمئنان على المئات من قططها، وقضاء أوقات من السعادة والانشراح معها، ثمّ تعود إلى مرقدها وهي مرتاحة البال، متيقنة من أن كل قططها بخير.
طموح السيدة “نادية” كبير، لكنّ امكانياتها محدودة، فهي فخورة ومرتاحة لما تقوم به، همّها الأول والأخير هو رعاية قططها وحمايتهم، من كل مكروه.