الجـــــــزء الثالت
لم يعرف أين هو،من هو، أي زمان يعيش،لماذا أصلا هو
موجود………دخل فـــي متاهات لا حل لها،صمت لبرهة
من الزمن لعله يستعيد كينونته،نزلت عليه عرمرم من
الهواجس لأي اتجاه يسلكه فبعد عناء شديد لم يجد للفاجعة
مخرجـا فما باليـــــد حيـــلة سوى نهوضه محطم الخطوات
بإحساس كأنه في جزيرة شُكـــــلت مــــــن الضباب،خرج
من شقته على أمل يجد مخلوقا معه يسكن يساعده في
استرجــــــاع وجوديته فبعد بحثه الممل في كل أرجاء
البيت لم يجد سوى ضله الذي يبدو لـــــه حتى هو غريب.
لم يبقى لمحمد سوى الخروج للشارع كأمله الوحيد بعد
احتــــراق جل أبعاد بؤرة بصيرته…بخطوات ثقيلة فتح
الباب و اخرج رأسه في حيرة فـــإذا به يرى الشارع
يسكنه صمت رهيب و الرياح قد هدأت،خرج و علامات
الدهشـة تسكنه،لم يجد بديلا سوى طرق أبواب الجيران لكن لا
أحد يجيب و كأنه في بيـداء قاحلة لا حياة فيها.
أراد ان يصيح صيحة تزلزل الأمكنة من شدة القلاقل التي
أصبح فيها لكن حتى صوته شاركه الحيرة و أصيب بشلل..
لم يتبقى له سوى الجولان في الدشرة منقبا عن أي كائن له فهم
منطقي لما يحصل لكن دون جدوى، انه صمـــت يسود كل
الأصعدة، تعب محمد من شدة التوهان و الدوران فعند شجرة
أغصـــانها عرجاء متشققة اتكأ تحتها ليسترجع أنفاسه و بعد
غفوة خفيفة سمع صـــــوت أقدام قادمة من بعيد،نهض
مرعوبا و الضباب قد أصبح يسود كثافة القرية حاول محمد
تحديد مصدر الأقدام من اي اتجاه هي آتية و بعد تركيز شديد
عرف منبع صـداهـا وهرول مسرعا منكسر الخطوات، تخيفه
لفتاته و الضباب يغـشي بصيرته فإذا بـه تتضح له رؤية
شخص قادم…توقف محمد متسمرا في مكانه يحاول إيجاد
كيفيـــة التصرف، اقترب الشخص من محمد……….. يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:واتساب 00212626682362
شكرا جزيلا على نشر الجزء الثالث من روايتي