زايوسيتي
يبدو أن انتشار السرطان بزايو آخذ في الاتساع بشكل رهيب، وطبعا نقول هذا بالاعتماد على وسائل تقليدية في إصدار هذا الحكم، نظرا لغياب إحصاء رسمي وغياب مستشفى بالمدينة يقوم بتشخيص الإصابات أو القيام بتحليلات.
السرطان بزايو لا يميز بين الكبير والشاب والصغير، كما أنه يصيب الفقير والغني على حد سواء، لتزداد المخاوف بالمدينة من وجود سبب ما لانتشار هذا الوباء. خاصة خلال السنوات الأخيرة التي صرنا خلالها أمام تعدد مهول في حالات الإصابة بالمرض الخبيث.
ويمكن القول أن السرطان يعد المسبب الأول للوفيات بزايو، أكثر من حوادث السير. ويعتبر سرطان الثدي، والمعدة، والقولون، والرئة، أبرز السرطانات المسجلة. في وقت تغيب فيه المستشفيات القادرة على استقبال هذه الحالات سواء بزايو أو عموم إقليم الناظور.
وأمام هذا الوضع المأساوي، يجد المواطن المنتمي لمدينة زايو نفسه أمام واقع لا يحسد عليه، بين معاناة التنقل للبحث عن العلاج في باقي المدن، وغلاء الأدوية في الصيدليات، ناهيك عن مصاريف التنقل وما يحتاجه المريض من عناية تبدأ بنوعية الأكل.
ورغم الانتشار المهول للسرطان بزايو إلا أن المجتمع المدني لا زال رفاعا يده عن هذا الداء اللعين، في وقت يحتاج فيه المصابون بهذا المرض أكثر من غيرهم عناية خاصة لهم ولأسرهم، لأن التجربة تكشف لنا أن الأسرة تكابد المعاناة مثلها مثل مريضها أو يزيد.
زايو اليوم في حاجة إلى جمعية تعنى بمرضى السرطان يكون هدفها مساعدة الأسر والأفراد الذين يعيشون في المدينة ونواحيها على توفير العلاج الطبي لمرضاهم في حال كانت الظروف المعيشية للأسرة لا تسمح بتحمل نفقات العلاج إلى جانب الإسهام في نشر الوعي حول مرض السرطان، ونشر الوعي حول أهمية الكشف الدوري والمبكر، وكيفية التعامل مع المرض والمريض.
وقد لاحظنا أن العديد من الأسر بزايو لا تقوى على توفير مصاريف التنقل صوب المستشفيات، وهو ما سيكون معه توفير سيارة إسعاف أمرا مهما يخفف جانبا من المعاناة، كما أن وجود جمعية تعنى بالمرض يساهم في زيادة الوعي بمرض السرطان، وأنواعه، وأساليب العلاج والفحوصات، وكيفية التقليل من نسب الإصابة، والتوعية بدور الكشف الدوري والمبكر.
وجود جمعية تهتم بالسرطان بزايو سيؤدي إلى حث المؤسسات العامة والخاصة والأفراد في المجتمع على المشاركة في النشاطات الصحية وتمويل العلاجات، وذلك إسهاما منهم في المسؤولية الاجتماعية، وليصبحوا جزءا من جهات الدعم للمرضى والأسر.
المرجو من أبناء المدينة تأسيس جمعية ولو من أجل توفير النقل لهذه الفئة لأننا نعرف عن قرب حجم هذه المعاناة. شكرا جزيلا زايوسيتي