فؤاد جوهر
أثار تداول صورة لشخص متشرد على فضاءات التواصل، وهو نائم في ظل ظروف قساوة البرد الشديد، ومحاط ببركة مائية ناجمة عن التساقطات المطرية التي شهدها اقليم الناظور، موجة سخط عارمة لدى ساكنة اركمان التي لم تتقبل الواقع الأليم لهذه الفئة المحرومة من أبسط شروط الحياة.
وترصد الصورة الغنية عن التعليق، شخصا تفرقت به السبل، وقد استلم للنوم مفترشا الأرض وملتحفا لغطاء رديئ جدا، يواجه موجة البرد القارس “الليالي” حسب تعبير العامة، بعد أن تعذر عليه ايجاد مأوى له يقيه قساوة الطقس البارد، خصوصا في ظل اﻹنخفاض الشديد في درجات الحرارة، وكذا مع الأمطار التي شهدتها المنطقة والتي حولت مجموعة من الأزقة إلى برك مائية.
وحركت هذه الصورة العديد من المهتمين، وذوي الضمائر الحية، حيث دق فاعلون جمعويون ناقوس الخط، منبهين إلى أن الظاهرة في تنامي، ومطالبين بإحداث دور ﻹيواء هذه الحالات اﻹجتماعية وحمايتها من البرد والتشرد.
وصرح آخرون من المهتمين على أن للحكومة المغربية أن تتحمل كامل مسؤولياتها في هذا اﻹطار، ومعالجة أسباب الظاهرة التي تحط من قيمة اﻹنسان المغربي، وتعري عن واقع أليم لهذه الفئة المحرومة في ظل الظروف المناخية القاسية.
كما أعرب حقوقيون على ضرورة تحرك كل الجهات المسؤولة، خصوصا المجلسين الجماعي واﻹقليمي، ﻹحداث مراكز ﻹيواء هذه الحالات التي تدمي القلب، وتهز مشاعر اﻹنسانية، والعمل على إعادة تأهيل هذه الفئات المحرومة من حنان العائلة ورحمة المجتمع.
ظاهرة التشرد في الشارع العام تنتشر تقريبا في كافة المدن المغربية التي تفتقر الي العناية بهذه الفئة. نلاحظ جمع الأموال بكثير بالمدن المغربية بهدف بناء المساجد رغم كثرتها. و لا احد من المجتمع المدني يتحرك من اجل جمعها بهدف بناء مؤسسة خيرية لهؤلا ء وغيرهم ممن يستحق ذلك..يرى كثير من الناس ان العناية بالمتشردبن وكبار السن المهملين مسألة حتمية علي الدولة والمجتمع المدني . لا بد من التفاتة لهذه الفئة التي تتنامي بالشارع العام.