بقلم محمد بوجديان
الجـــــــزء الثانــــي
اصطدم محمد بصوت كالصاعقة يزلزل الأماكن:لم يعرف مصدره فازداد تسـمرابالمكان،حاول التبصر لشكه بأنه مجرد حلم لكن كل المعطيات تدل على أنـــــــها الحقيقة لا مناص
منها،بعد تركيز شديد ظهر له وجه غريب البنية كأنه مشكل من الضباب فإذا به شيخ ضعيف البنية يقترب من النافذة وهو يصيح بصيحات تشـقق الجدران،لم يعرف محمد التصرف
فدخل في دوامة مدلهمة مشفرة الألغاز فحتــى لسانه شُل من شدة الفزع،صار هيكلا يستقبل فقط ترددات الصيحات،لملم بسعـــي جبار كيانه فحاول فهم محتواها،تمكن لب وجدانه.
سماع فقط كلمات الشيخ وهـــو يقــــــول (خُتم الكلام…..خُتم الكلام…….خُتم الكلام…..خُتم الكلام…..) الــــتي يرددها بطريقة مبهمة ممزوجة بديجور النبرات…..ضل محمد جامد
الهيــكل لا يعرف التصرف سواء مع صاعقة و حدة الصوت،حل رموز (خُتم الكــــــــلام) الحديث مع الشيخ الغامض،مع الرياح الهوجاء او مع جسده المجمد……
فعلا إنها الصاعقة، بدأ الشيخ الابتعاد و الاختفاء شيئا فشيء حاملا معه لغز يحير أصحاب الفكر المتقن و كأنه قادم من الضباب،كل ما ابتعد نقــصت حـــــــــــــدة الصيحات، لاحظ
محمد أن الريـــاح وحدها من تعيش معه هذا اللـــــــغز .
وعادت وجوديته لمنبعها فتنفس قليلا صعداء و خرج من الجمود الفكري والجسدي بعدما قد دفنوا في ديجور الظلمات.عاد لسريره منهكا تاركــــــــا النافذة مفتوحة آملا أن
يرجع طارق يوضح له ما عاشه و سمعه و يفك رموزه،فبعد غفوة خفيفة نهــض مفزوعا من جديد و لكن هذه المرة بكارثة
تفوق سابقتها شدة و غموضا…….يتبع
قلم محمد بوجديان
للاتصال:واتساب 00212626682362
شكرا على نشر الجزء الثاني من روايتي