زايو سيتي: ذ.محمد مومني
تعتبر قلعة الصفصاف أو قلعة البرجين من اجمل المآثر العسكرية الاسبانية بجماعة اولاد ستوت ,وبالرغم من ان معظم معالمها لا زالت بارزة لحد الان إلا انها اصبحت في طي النسيان وتتعرض للإتلاف باستمرار.
تقول المصادر التاريخية ان تاريخ بنائها يعود الى سنة 1921 من طرف الاسبان الذين ارادوا من خلالها انشاء نقطة رئيسية لمراقبة الطريق المؤدية الى الحدود الفرنسية انذاك حيث يشكل نهر ملوية الحد الفاصل بين المنطقة الخليفية الواقعة تحت النفوذ الاسباني والمنطقة السلطانية الخاضعة للنفوذ الفرنسي ففي هذه الفترة لم يكن جسر الصفصاف قد بني بعد , وكانت هذه النقطة حيث القلعة عبارة عن ممر حيوي للأشخاص والبضائع.
لذا فبناء القلعة كان يهدف بالأساس الى مراقبة كل التحركات من والى ضفتي نهر ملوية وتحويلها الى ممر اجباري, الى جانب تعزيز الوجود الاسباني بالمنطقة وكذلك الاستفادة من مياه نهر ملوية , كما ان اختيار هذا المكان جاء على اساس ان يتم مستقبلا بناء جسر الصفصاف بمحاذاة القلعة.
وقد كانت فرقة من الخيالة مكونة من السكان المحليين تحت امرة قائد حرس اسباني هي التي تشرف على عملية المراقبة. ويبين النص الاسباني التالي الهدف من بناء هذه القلعة:
“obra de relativa presentación para el fin a que se la destinaba, ya que por su situación en los límites de nuestra zona con la francesa, así como por ser el punto de paso obligado de las comunicaciones por ese lado con Berkan y Argelia, había de ser vista desde la orilla opuesta del Muluya y quizás visitada alguna vez por oficialidad francesa” (Documentación sobre el fuerte de Saf Saf. Documentos diversos de l919- 1920-1921 y 1922. ACOML. Se. Expedientes de obras.)
رغم صغر مساحة القلعة فقد حاول المهندس الذي اشرف على تصميمها اضفاء طابع معماري متميز معتمدا على المعمار العربي في نسق عصري جميل.
والقلعة عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتوسطه فناء كبير مع وجود برجين على شكل رباعي الزوايا شبيهة بالأبراج التي كان ينشئها المسلمون قديما , وعلى حنباتها توجد نوافذ اضلاعها العلوية على شكل اقواس وفي اعلى البرجين عند احدى الزوايا نلاحظ وجود برجين من حجم صغير جدا على شكل بصلي مخصصين لوقوف الحراس حيث يسمح علوهما رؤية جيدة.
أما البوابة فقد زين قوسها بالآجر الاحمر وكذلك جنباتها.
البرج الشمالي كان مخصصا للحراس والبرج الجنوبي لسكن الضابط المكلف بإدارة شؤون القلعة.
وقد تم تكليف المهندس ماريانو كامبوس سنة 1919 بمهمة بناء هذه القلعة إلا ان اشغال البناء بدأت في دجنبر من سنة 1921 لتنتهي في 1 يوليوز 1922. وقد شارك في اشغال البناء فرقة من الجنود الاسبان وعدد كبير من البنائين والنجارين.
ومعلوم ان مشروع بناء جسر الصفصاف كانت فكرة مشتركة بين الاسبان والفرنسيين لذا ففي هذا الاطار تم تشكيل لجنة مشتركة في سنة 1916 يترأسها كل من ليوناردو نييفا من الجانب الاسباني و المهندس بوميي من الجاني الفرنسي حيث قررت تحديد مكان بناء الجسر إلا ان المشروع لم ير النور في إلا في سنة 1928 حيث البداية الفعلية لأشغال البناء.
إلا ان موقع الجسر اختير له مكان بعيد عن القلعة مما جعل هذه الاخيرة تفقد شيئا فشيئا أهميتها ومكانتها الاستراتيجية بعدما تحولت جميع تحركات الاشخاص والبضائع عبر الجسر. وتقول بعض المصادر ان القلعة استعملت في سنة 1927 لإيواء الاشخاص الذين يحتمل اصابتهم بمرض الطاعون الذي اصاب مدينة وهران آنذاك.
وفي الاخير يجب التذكير بان هذا التراث العسكري اصبح موضوع عدة ابحاث ودراسات وطنيا ودوليا وهناك اهتمام كبير بهذه الاثار إلا اننا نلاحظ ان الجهات المختصة لا تولي اهتماما لهذا التراث رغم ان معظم هذه المعالم التاريخية توجد في حالة جيدة يمكن استثمارها سياحيا وثقافيا وعلميا كما انه من الواجب على كل الفعاليات العمل على الحفاظ عليها بل وترميمها واستثمارها لتنمية المنطقة.
المراجع:
المعلومات والصور مأخوذة كلها من بحث اكاديمي انجزه عدة باحثين اسبان ومغاربة سنة 2009 تحت عنوان: التراث العسكري بالريف :
-Antonio Bravo Nieto, Juan Antonio Bellver Garrido, Sonia Gámez Gómez, Santiago Domínguez Llosá, Montaser Laoukili, Manuel Aragón Gómez, María Lechado Granados (2009), Patrimonio Militar en el Rif
-Ministerio de defensa español, Memorial del arma de ingenieros, N°93, 2014
Antonio Bravo Nieto (2000). Arquitectura y urbanismo español en el norte de marruecos, ed. Consejería de Obras Públicas y Transportes. Sevilla.
Antonio Bravo Nieto (2007). “El peso de la historia en la arquitectura de los ingenieros del ejército. Algunos ejemplos en el ámbito norteafricano”, Boletín de arte; N°18, 1979, Departamento de historia de arte, universidad de Málaga
اسي المومني الله يهديك منين جبت هذ المعمار العربي قول المعمار المغربي وهنينا واش اي حاجة تبغيو تعربوها مع كامل احترامي لك تقبل مروري
المعمار المغربيفيها كلام
اضن ان كاتب المقال اختلطت علية الامور، العرب كانوا يستغلون البنيان من اجل الحصول على الخشب لآجل بناء الخيم وكذلك الحصول على الحجارة من اجل الطبخ فوقها بعد إشعال النار. وهذه شهادة ابن خلدون.
الحفاظ على المأثر التاريخية من مسؤولية المجالس الجماعية ووزارة الثقافة .
للاسف المجالس عندنا تفتقد لهذا الحس مما يجعل مثل هذه النوادر وهذه المأثر التي يمكن استغلالها تضيع وتندثر مع مرور الزمن .
نمط المعمار الهندسي الذي بنيت به جميع البنايات في المناطق التي احتلها الاسبان مقتبسة من المعمار الموري المغربي الذي كان اصلا موجود في الاندلس ..فلا وجود لبنيان عربي في المغرب عامة، وان كان دلونا عليه؟؟
فشكل البناء في المشرق العربي يختلف تماما عن الهندسة المورية المغربية
ولا توجد بناية واحدة في المغرب بناها العرب على النمط العربي؟ فكون حاكم من اصول عربية حكم المغرب لا يعني ذلك وبالضرورة ان يكون البنيان عربي..
وشكرا على تقبلكم ملاحظتي..