ألهمني السؤال عن الوطنْ
“نموت نموت ويحيا الوطن”
نعم!
ليس في الإمكان أن نطفوا
ونبحرْ بلا سُفُنْ
كما ليس بالخزي والعار
تعلوا الهممْ
نعم سيحيا..لكن يحيا لمن؟
أيحيا لأوغاد..
ألبسوا خضرة النماء أزياء
تلونها المساحيق والمحنْ
طلبوا الرياسة بلسان أَلْثَغٍ
تعلوه السماجة
والكثير من الرَّطَنْ..
أم لأشباه مناضلين
فصلوا الضمير عن البدن
فأكلوا من تحتهم فتاتا
يسمن القفا ولا يشفي من الوهن
يحيا بمن؟!
هل يُخشى على الضواري من الفتن؟!
هل تكف القوارض عن نهبها
إذا ما عرفت سبيلا إلى المؤن؟!
يحيا بمن؟
أ يحيا بمن قتلوا الحسين والحسن
أم بمن حَرَفَ المسار
واستبق الزمن
من ابتغى في الكبائر دينا
وشن حربا ضروسا
على السُّننْ؟ !
لك المجد يا وطني إذا اشتدت
الخطوب وهبت رياح الشجن
أنت الفردوس يا وطني
وإن شحب نخيلها
وتغير فيها طَعْمُ اللَّبَنْ
أنت الكل يا وطني
فيك العفيف وفيك الشريف
وفيك من تسربل بالعفن
أرجوك يا وطني ..
أناشدك بارك الأبرار
والْعَنْ كل
من أشعر الشعب يوما
بأنه بلا وطن ..
أو من أوهمه
بأن الوطنْ.. مجردْ وثنْ
حينها فقط ننشد
للأكوان هاتفين جميعا
سنحيا ونحيا ويحيا الوطن !
bouddiouan76@gmail.com
لاشيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي
أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي
لا تستبيح كرامتي وعنادي
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد وفرحة الأعياد
أشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا و انتهت ببعاد
هذه بلاد تاجرت في أرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى…. الأسى
تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل
ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر… والتدليس… والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها ……حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض ….. للأوغاد
لم يبق فيها غير …… صبح كاذب
و صراخ أرض في لظى استعباد
لا تسألوني عن …. دموع بلادي
عن حزنها في لحظة استشهاد
في كل شبر من ثراها ….. صرخة
كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر …. والسماء كئيبة
خلف الغيوم …. أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا
والريح تلقي للصخور عتاد
نامت على الأفق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي قد يراني عابر
فرأيت أمي…….. في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة
وأستيقظت فجراً أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه …. وجه بنيتي
ودعاء أمي …. كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص…. فقد رات مالا أرى
من غربتي … ومرادي
وطن بخيل …. باعني في غفلة
حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود …. مواكبا
للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكي ….. والحنين ينادي
ما بين عمرٍ …… فر مني هاربا
وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها
ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكاية …… أنها ضاقت بنا
وأستسلمت للص والقواد
في لحظة…… سكن الوجود
تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت على المدى
و النبض يخبو صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكي الوادي