لم يكتب للقاء تواصلي لوزير الطاقة والمعادن في الحكومة المغربية، بمدينة ليل الفرنسية، ان يصل إلى نهايته العادية المبرمجة، بعد أن تحولت القاعة التي احضنته عشية اليوم الاحد 15 دجنبر الجاري، إلى فضاء احتجاجي، امتزجت فيه الشعارات بأصوات الاستنكار من جهة وأصوات المنظمين المطالبة بالانضباط والهدوء من جهة ثانية.
اللقاء منذ بدايته انطلق في أجواء مشحونة بعد أن حج عدد من النشطاء الريفيين إلى القاعة، للاحتجاج في حضرة الوزير على الأوضاع التي تعيشها منطقة الريف ومعتقلي الحراك، ورغم أن الوزير الرباح حاول بلغة ديبلوماسية امتصاص غضب النشطاء و إنجاح اللقاء، عبر طمأنتهم بأنه سيستمع إلى كلماتهم وسيجيب عنها، إلا أن ذلك لم يقنع النشطاء الذين تدخلوا في أكثر من مرة لمقاطعة كلمة الوزير وهو يتحدث عن واقع رهانات التنمية بالمغرب، متهمين اياه بتمرير المغالطات لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
واستمر الأخذ والرد بين وزير الطاقة والمعادن ونشطاء الريف بفرنسا، إلى حين بلوغ اللقاء إلى فقرة المناقشة حيث وزعت الكلمات على الحضور الذين تدخلوا أمام الرباح مستعرضين جملة من المشاكل والتساؤلات التي انصبت مجملها حول قضية معتقلي حراك الريف، وفي خضم توزيع الكلمات على الحاضرين انتفض مجموعة من النشطاء على منظمي اللقاء ومعهم الوزير الرباح متهمين اياهم بإقصائهم ومحاولة التهرب من الاستماع إلى تدخلاتهم حول قضية حراك الريف.
احتجاج النشطاء حوّل القاعة إلى منصة احتجاج وصراخ لم يتأتى معها للمنظمين ضبط الأمور واعادتها إلى مجراها ليضطر الوزير الرباح المغادرة، وسط اتهامات وتوبيخات وشعارات رفعت في وجهه وهو ينسحب من القاعة دون أن يُنهي لقاءه، وسط أجواء مشحونة كادت ان تخرج عن السيطرة بسب مناوشات بين المنظمين والنشطاء المحتجين.