خالد العطاوي
وصف مصدر مطلع مليلية المحتلة ب”المدينة المحاصرة”، إذ تحولت، خلال الأيام الأخيرة، إلى منطقة عسكرية، بعد قرار قادة الجيش الإسباني الاجتماع بها وزيارة ما يعتبرونها “نقطا سوداء” واتخاذ إجراءات عاجلة بتمويل برامج وقف الهجرة.
وأوضح المصدر نفسه من مليلية المحتلة، أن المدينة شهدت حالة استنفار قصوى، ونشطت أجهزة الاستخبارات الإسبانية في تسجيل تحركات المغاربة وجمعياتهم، إضافة إلى اتخاذ كل الاحتياطات الأمنية قرب الحدود، تزامنا مع الاجتماع الذي اعتبر الأول من نوعه منذ 20 سنة، وحضره قادة الجيش الإسباني. وقال المصدر ذاته، إن ما تسرب من اجتماع المجلس الأعلى للجيش الإسباني، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بالقيادة العليا بمليلية المحتلة، وأشرف عليه فرانسيسكو خافيير فاريلا سالاس، رئيس أركان الجيش، تتلخص في تدعيم “حماية” المدينة المحتلة، إذ زار بعض الجنرالات السياج الحدودي، ووعدوا بتخصيص مبالغ بالملايين، من أجل تجهيزه بكاميرات مراقبة حديثة.
وذكر المتحدث نفسه أن المجتمعين أعلنوا عن تخصيص مبالغ بالملايين تسمح بمراقبة المدينة، والاستعانة بطائرات دون طيار في الحدود مع المغرب، إضافة إلى دعم سلطات المدينة المحتلة بنخبة من عناصر الجيش. وحرصت القيادة العليا للجيش على إعطاء الطابع الرسمي للاجتماع، بدءا من قيام وحدة لواء فوج المدفعية المختلطة بتقديم التحية الرسمية والنشيد الوطني الإسباني أمام رئيس أركان الجيش، واستعراض كتيبة من وحدة المشاة، قبل أن يترأس رئيس أركان الجيش اجتماع المجلس الأعلى للجيش في مقر القيادة العامة، وهو المجلس الذي يتألف من الضباط السامين، ورئيس الفرقة العامة للقوة واللوجستيك وسكرتير المجلس، وبعض الجنرالات. ويعتبر المجلس الأعلى للجيش الإسباني، هيأة استشارية لوزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، ويسهر على إصدار تقارير حول الأمور العسكرية والدفاع الوطني الإسباني، وكذا حول الجوانب الأساسية التي تشكل مهنة الجيش، كما يعتبر هيأة تقييم في الترقيات وتقييم إستراتيجيات، التي تؤثر على أعضاء فئة الضباط العامين، كما يقوم بالاستماع لأفراد الجيش في الملفات التأديبية الاستثنائية. وحسب ما توصلت إليه “الصباح”، فإن الجانب الرسمي للاجتماع تمثل في تلاوة تقريرين، يتعلق الأول بالتقييمات حسب نظم الاختيار والتصنيف للترقية، والثاني تناول معالجة سجلات الترقية الفخرية.
وحرص بعض الجنرالات على تمديد إقامتهم بالمدينة، إلى أول أمس (الأحد)، في حين غادرها آخرون، السبت الماضي، بعد زيارتهم مجموعة من الثكنات العسكرية والشريط الحدودي مع المغرب والوقوف على مشروع السياج، الذي ستقوم إسبانيا بترميمه.