بقلم عزالدين شملال
هُناك الكثير من الأمور التي تجعل الإنسان إما راقيا في تفكيره، مُحْسنا في تعاملاته، مُتَرفِّعاً في علاقاته، أو غارقا في وضَاعَتِه، مُتَلَوِّناً في علاقاته، كَذُوباُ في أحاديثه، فارغاً قلبُه من كل إحساس نبيل، حيث ينافق الجميع ولا يفرق بين عدو وصديق.
فالمبادئ والقناعات هي من تحدد نوعية هذا الإنسان، لذلك كان خطابُ الديانات السماوية دوما مُوَجَّهٌ للسُّمُوِ بهذه المبادئ إلى مصاف الأنبياء والفضلاء والصلحاء عبر التاريخ الإنساني الطويل، وكل من تَشَبَّهَ بهؤلاء واقْتَدَى بهم وسار على دربهم أَمِنَ السقوط في الصنف الثاني وابتعد عن النفاق والكذب والحقد، وللأسف هذا ما ينتشر على نطاق واسع في زماننا البئيس، رجالٌ ونساءٌ انعدمت فيهم كل معاني الإنسانية، وأعدموا ضمائرهم إلى الأبد، فَغَدَوْا بدون إحساس ولا مبادئ ولا أخلاق، همهم إشباع نزواتِهم، والاستمتاع بشهواتِهم، والاتجار في كل شيء، حتى في آلام الناس وأعراضهم وكرامتهم، حتى أصبحت مجتمعاتُنا مُشَتَّتَةٌ ومنْهوبةٌ تبكي إلى خَالِقِها ظُلْمَ العباد وجَوْرَ الحُكَّام واْنِبطَاحَ العلماء وَزَيْغَ النُّخَبِ من المفكرين والمثقفين، واسترزاق المتصدين للشأن العام والسياسيين.
الأمل الوحيد لهذه المجتمعات المقهورة هو انتفاض أبنائها من أصحاب المبادئ والمواقف، السائرون على نهج الفضلاء والصلحاء ليُحْدِثُوا تغييرا جذريا يضعوا من خلاله حدا للظلم و الكذب والنفاق واللعب على كل الحبال.
الأمل موجوووود إذن التغيير قرييييب !!!!!!
أخي العزيز السيد عزالدين المشكلة أنه كلما علقنا آمالنا على بعض الأشخاص وظنننا أننا وجدنا فيهم ضالتنا إلا وأصابونا بإحباط أكبر واكتشفنا بعد مرور الزمن أننا كنا نسير وراء السراب وأننا مرة أخرى كنا مخدوعين وأنه لا شي تغير سوى إسناد الأدوار القديمة لأسماء جديدة بأقنعة جديدة للعب أدوار قديمة ولكن بصغة جديدة ويستمر المسلسل المكسيكي بنسخته العصرية ونحن ما علينا إلا أن نقوم بمتابعة حلقاته المملة التي تعود بنا كل مرة إلى نقطة الصفر لنبدأ من جديد وبأمال جديدة. لا بأس من فترة لفترة أن نقوم بتغيير بعض أبطال المسلسل بآخرين أكثر كفاءة في التمثيل حتى لا يصاب المجمهور المتتبع ببعض الملل . ورجاؤنا في الله العلي القدير وهو المستعان.