خالد ملوك
قالت صوفيا أثيدو، القيادية بالحزب الشعبي الإسباني في مدينة مليلية المحتلة، إن العدد الهائل للأطفال المغاربة القاصرين غير المصحوبين أصبح يؤرق سلطات الثغر السليب، مشيرة إلى أن عددهم بمختلف المدن الإسبانية يتجاوز 11 ألفا، و”هو وضع لا يبعث على الارتياح ويضع مدريد أمام مشكل حقيقي”.
واشارت المتحدثة إلى أن مدينتي سبتة ومليلية تحولتا إلى مختبر لتفريخ المهاجرين غير الشرعيين، الذين يرغبون في الوصول إلى مختلف الدول الأوروبية، في إشارة إلى القاصرين المغاربة الذين يدخلون الثغرين، إما عن طريق تسلق السياجين الشائكين أو التخفي داخل عربات تابعة لشبكات الاتجار بالبشر.
وقالت أثيدو، في تصريحات أدلت بها إلى صحيفة “إلفارو تيفي”، إن السلطات المغربية لا تقوم بدورها الإيجابي فيما يتعلق بملف القاصرين، وأنها لا تتفاعل بشكل جيد مع هذا الموضوع، مضيفة أن مدريد والرباط وقعتا اتفاق تعاون في هذا الباب، وأن على المغرب أن “يكون مخلصا ووفيا لوعوده”.
وأشارت القيادية بحزب بابلو كسادو إلى أن حزبها ندد، في أكثر من مناسبة، بهذا الوضع، لاسيما أن “المغرب أصبح بلدا مصدرا للمهاجرين، من خلال دفع أطفاله القاصرين إلى الهجرة نحو إسبانيا، خاصة إلى سبتة ومليلية حيث يتسكع المئات منهم في الأزقة والشوارع”.
وأضافت أثيدو أن أغلب هؤلاء الأطفال لا يريدون العيش في المؤسسات الإيوائية المخصصة لهم، ويفضلون البقاء في الشارع العام في حالة تشرد، في انتظار فرصة للتسلل إلى التراب الأيبيري إما عن طريق التخفي أسفل شاحنات نقل السلع أو الاختباء داخل سفن الشحن الراسية بميناءي المدينتين.
وأشارت المتحدثة إلى أن العديد من هؤلاء القاصرين فارقوا الحياة غرقا أثناء محاولتهم التسلل في سفن نقل السلع، مبرزة أن التعاون مع المغرب بشأن ملف الأطفال القاصرين غائب تماما، بالرغم من وجود اتفاق وقع منذ عام 2007، وتمت المصادقة عليه رسميا سنة 2012، يسمح بإعادة هؤلاء الأطفال إلى مدنهم الأصلية.
ودعت السياسية الإسبانية المغرب إلى تحمل مسؤوليته في هذا الإطار، خاصة في ظل الدعم المالي الكبير الذي يتلقاه، سواء من مفوضية الاتحاد الأوروبي أو إسبانيا، بغرض التصدي للهجرة غير النظامية. كما طالبت بضرورة تفعيل بنود “معاهدة حسن الجوار” الموقعة سنة 1992 بغرض تحسين التعاون في هذا الجانب أيضا.