السلطات تهدم كهف “المصطفى بودخان”وجمعية الوحدة تشرف على بناء حجرتين لإقامته.
اشرفت السلطات المحلية صباح يومه الخميس 07 نونبر الجاري على هدم الكهف العميق الذي كان يقطنه المصطفى بودخان منذ عقد من الزمن، وقد جاء قرار الهدم بعد الفيديو الذي نشر بموقع” زايوسيتي” ومواقع التواصل الإجتماعي والذي يظهر الحالة المزرية التي كان يعيشها المصطفى بودخان في غار عميق يفترش الأرض ويلتحف السماء، ما أثار استياء العديد ممن شاهد الفيديو مطالبا السلطات والمجتمع المدني التدخل العاجل لنقل المصطفى لمستشفى الأمراض النفسية والتكفل بحالته.
هذا وتدخلت جمعيات في اروبا على الخط خاصة جمعية الوحدة بأركمان التي ستقوم ببناء منزل له وتتكفل به.
هذا وتم يوم الثلاثاء 05 نونبر 2019، نقل المعني بالامر الى مستشفى الامراض النفسية بالعروي من طرف السلطات المحلية بغية العلاجات الضرورية .
————————-
مصطفى بودخان “قاطن الكهف ” نبذة عن سيرته وقصة مرضه.
ولد مصطفى بودخان في دوار بوغريبة كبدانة أركمان ، هناك تربى وترعرع حتى بلغ سن الزهور ،كان سليم الصحة والعقل كباقي زملائه ممن عاشروه ابان الحقبة تلك .
شخص كان يهتم جيدا بهندامه ونظيف الثياب دائما ،هوايته وميوله كان متجه جدا إلى الاناشيد الملتزمة ،ويتقن الة العود فترة شبابه .
وتعود قصة مرضه الى سنة1974/1975 عندما كان جل الشباب يتقدمون للتسجيل لدى المراكز المحلية استعدادا للمسيرة الخضراء ، تحديدا في صيف العام نفسه بينما كان والده يشتغل في القطاع الفلاحي وكساب انذاك ،كان لوالده قطيع مهم من الاغنام والماعز يسرحه غالبا في المناطق الجبلية “امولا” ونواحي “فيرما ولمان”.
إضافة الى قطيع الماشية كان والد مصطفى يملك رأسين من البغال ، وذات يوم بعد الضهر بقليل عاد والد مصطفى من الرعي الى منزله وإذا به يسمع صوت النجدة على الناحية الشمالية من الكهف الحالي حيث هناك جب دون غطاء ،طوله 08 امتار وعرضه 04 امتار على عمق بين 07/09 متر ، الحب كان ممتلئ جدا ، وعلى حافة الجب كان اخت مصطفى تقوم لملئ سطل ماء حديدي ليشرب به البغل وكان واقفا وراء ضهرها ينتظر الفتاة لتملئ الإناء ليروي عطشه ،وفي بغته قام البغل بدفع الفتاة نحو الجب برأسه وسقطت على الفور ليراها عابر طريق ثم بدأ يطلب النجدة ،سمع والد مصطفى صوت النجدة عاليا وجاء مسرعا وقفز على ابنته لينقذها ،لكن قدر الله اختار الاثنين معا ليأخذ روحهما لبارئه ، توفي والد مصطفى وأخته غرقا ،بيتها هو كان بداخل المنزل ،سمع ضجيج ذلك وخرج مسرعا دون علمه بالقصة ،ليصل إلى الجب وجد مجموعة من الناس يحاولون انقاذ الراحلين لكن دون جدوى ، لما علم مصطفى بذلك صدم صدمة اثرت في حياته النفسية ،علما أن والدته كانت مريضة في تلك الفترة ، بعد ليلتين من الحادث تغيرت حالة مصطفى بودخان وذلك منتصف السبعينيات من القرن الماضي ،واستمر مرضه يوما بعد يوم دون ان يزور الطبيب طوال حياته الى يوم الثلاثاء الماضي .