أمال كنين
وجه كل من والد ووالدة ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية أحداث الريف، صرخة استعطاف، مطالبين بإعلان مكان ابنهما بعد أن قررت المديرية العامة لإدارة السجون معاقبته عقب التسريب الصوتي الأخير الذي ادعى فيه التعرض للتعذيب داخل السجن.
وقالت والدة الزفزافي: “لن أسكت هذه المرة ولن أتخلى عن ابني حتى لو تم قتلي”، متابعة: “أطلقوا أبناءنا فالعالم بأسره يعرف أنهم أبرياء..وأنا مريضة بسبب ابني”.
وتتابع الأم بصوت مكلوم ودموع مذروفة: “ابني لم يرفع السلاح أو السكين..خرج يتحدث فقط بفمه…لقد تم تحطيمنا”.
ووجهت الأم نداءها إلى مختلف دول العالم قائلة: “أناشد جميع الدول التدخل لأننا تعبنا من الصراخ داخل الوطن…أناشد جميع الناس والحقوقيين الوقوف في صفنا، فأبناؤنا منذ يوم الخميس وهم يتعرضون للتعذيب”، مردفة: “ابني لم يرتكب أي جريمة.. أرادوا فقط مستشفى وأن يشتغلوا بكرامتهم…خرج التامك ينفي التعذيب الذي يتعرض له أبناؤنا ونحن لن نسامحه أبدا على ما لاقوه”. وتضيف الأم: “أريد أن أرى ابني الآن..أين هو؟ لن أستطيع الصبر 45 يوما”.
من جانبه قال أحمد الزفزافي: “أبناؤنا سلبت حريتهم داخل السجن وظلمتهم الأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم، فبعد أن تم تسريب التسجيل الصوتي قامت القيامة ولم تقعد…المعتقلون في رأس الما تعرضوا لأبشع أنوع التعذيب الجسدي”.
ووجه الزفزافي تساؤله إلى من أسماهم “المتحكمين في دواليب الدولة”، قائلا: “هل من حق الموظف في السجن أن يعذب المعتقل بالطريقة التي عذب بها أبناؤنا… التامك موظف عادي يتلقى فقط التعليمات، ولا أوجه حديثي له، بل أسأل من يتحكمون في البلاد”.
وأعلن الزفزافي أن عائلات معتقلي الريف سيخوضون اعتصاما مفتوحا أمام المندوبية العامة للسجون احتجاجا على ما طال أبناءهم، قائلا: “ما يقع في حق أبنائنا لم يسبق أن حدث…أسأل أين يوجد ابني؟ أين تم ترحيله؟”.
ويضيف المتحدث ذاته: “سبق أن راسل المعتقلون التامك لنقلهم إلى سجن الناظور لكنه لم يستجب لهم ولم يرد عليهم، وأعتقد أنه لا أحد من حكامنا فهم التسجيل الذي خرج به ابني، ولم تفهمه السلطات، لذلك لجأت إلى التعذيب”.
ويؤكد الزفزافي ضرورة تدويل مطالب محتجي الريف، قائلا: “أحس بأن حديثي صيحة في واد..لا أعرف من أخاطب، فلا يصل صوتي إلى أحد..الدولة لا تستمع لنا، لذا يجب أن نرفع شكوانا إلى الجهات الأممية”، مضيفا: “لم يسبق أن أسأنا إلى هذا الوطن، في حين أن الأخير يسيء دائما إلينا، وهذه المرة لن نسكت حتى ولو تم اعتقالنا رفقة أبنائنا…لا أحد يريد أن يستمع إلينا على الصعيد الوطني، لذلك سنلجأ إلى المنظمات الدولية”.