زايو سيتي/ عادل.ش
يحتفل العالم اليوم 15 أكتوبر، باليوم العالمي للمرأة القروية الذي أقرته الأمم المتحدة، وهو مناسبة لاستحضار أوضاع هؤلاء النسوة، في ظل معاناتهن من تمييز متعدد الأوجه، واستغلال اقتصادي، ودعوة إلى حشد الجهود لإنصافهن.
حكمت الظروف الصعبة على فئات عريضة من النساء ضواحي زايو، بأن يعشن حياة شاقة مليئة بالحرمان من أبسط ظروف العيش، وبدون حقوق أو حماية تدفع عنهن شرّ “دواير الزمان”، هذه الفئات تتساوى أيامها إذ لا فرق بين سائر الأيام عندها، لأن معظمهن لا يعرفن أن 15 أكتوبر من كل سنة، هو اليوم العالمي للمرأة القروية.
ويُعتبر اليوم العالمي للمرأة القروية مناسبة للاعتراف بالدور المتعدد الذي تلعبه، والتي تتشكل في أغلبيتها من الفلاحة والتعاونيات الصغيرة، كما يعتبر فرصة بما تضطلع به النساء القرويات من دور واسهام حاسمين في تعزيز التنمية.
وتعرف الأحياء والدواوير المجاورة لمدينة زايو، تزايداً ملحوظاً في عمالة النساء حيث يُلاحظ كل متتبع لوضع المرأة بالمدينة، أنهن اقتحمن معظم مجالات العمل وميادينه وأصبحن ينافسن الرجال، كالفلاحة والتجارة…، وذلك في مسعى سدّ احتياجاتهن وتحسين المستوى المعيشي لأسرهن، لذلك فهن يقاسين بالحقول والضيعات الفلاحية، أشكالا وأنواعا من التعسف وهضم الحقوق، وتعرضهن للتحرش الجنسي في صمت، من قبل بعض المشغلين، فعمل النساء في الضيعات والحقول الفلاحية يعود أساسا إلى الظروف الصعبة التي تعيشها الكثير من العاملات بزايو وضواحيها، والأجور التي يتقاضينها ضعيفة، ولا توفر الحاجيات الضرورية لهن ولأسرهن.
وتُمثل النساء القرويات في المغرب أزيد من 50 في المائة، يساهمن بنسبة 93 في المائة منهن في الأنشطة الزراعية وشبه الزراعية، كما أن نسبة 71.4 في المائة منهن ناشطات، مقارنة بـ34.1 في المائة في المدن.
وحسب الأمم المتحدة تعمل امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء عبر العالم في الزراعة، وتقوم النساء بجمع وقود الكتلة الحيوية ومعالجة المواد الغذائية يدويا وضخ المياه، وتعتمد نسبة 80 في المائة من الأسر التي تفتقر إلى أنابيب مياه على النساء والفتيات لجمع المياه. كما تقف النساء القرويات في طليعة خطوط المعركة عندما تتعرض الموارد الطبيعية والزراعة للخطر.
ويذكر أن رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، قام السنة الماضية بتوقيع عدة اتفاقيات مع مجموعة من التّعاونيات النسائية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي لنساء الجهة، من أجل دعم مجهودات التعاونيات لتطوير مشاريعها وتقوية قدراتها الإنتاجية والتنافسية، حيث كان مقررا أن ستستفيد أزيد من 35 تعاونية نسائية من دعم مجلس جهة الشرق تنتمي إلى مختلف عمالات وأقاليم الجهة، من بينها 16 تعاونية في المجال الفلاحي، و 18 تعاونية في مجال الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى تعاونية متخصصة في مجال التربية والتكوين، وفق ما ذكره بلاغ لمجلس جهة الشرق السنة الماضية.
اليوم العالمي للنساء القرويات وقفة تأمل لهذه الفئات العريضة التي شمرت على سواعدها لتواجه الظروف الصعبة بأياد رقيقة لم تخلق لكي تكون خشنة، يوم لرد الاعتبار لها، يوم خُصّص لهذه الفئات المقهورة، التي لا تعرف أنه يوم للاعتراف بقدرهن والإعلاء من شأنهن، فمعرفتهن مُنصبة كلها على تأمين لقمة العيش.