بقلم – سعيد قدوري
تقبع بعض الجماعات بإقليم الناظور في آخر سلالم التنمية، حيث تعيش وضعية استثنائية على مستوى التسيير، جعلت منها جماعات متخلفة لا تستفيد من كعكة المشاريع التنموية إلا تلك المشاريع التي لا تصلح إلا لذر الرماد في العيون.
القاسم المشترك بين هذه الجماعات أَنَّ الدولة سَلَّمتها لبارونات الانتخابات، فعاثوا فيها فسادا وحولوها من مناطق جميلة وجذابة إلى مدن وقرى مهجورة، وذلك بسبب غياب المحاسبة وغض الطرف عن خروقات وتجاوزات هذه البارونات. ومن هذه الجماعات نذكر؛ قرية أركمان، زايو، إعزانن ورأس الماء.
هذه الأخيرة عاشت جماعتها لعقود تحت سيطرة الجيلالي الصبحي، وهو رئيس أثبت بالملموس أن مصطلح التنمية لا يدخل قاموسه، فتحولت رأس الماء في عهده إلى منطقة ريع بامتياز، فولجتها لوبيات المقالع وسكنت ميناءها بارونات البحر.
وجود رأس الماء تحت نفوذ الصبحي ومن معه جعل ساكنتها تتوق للتغيير في تركيبة جماعتها لعل الوجوه الجديدة تنتشلها مما هي فيه، فكان أن انتفض أهل هذا الشاطئ خلال انتخابات 04 شتنبر 2015 قالبين الطاولة على الجيلالي.
حصل التغيير وأنتجت رأس الماء رئيسا جديدا، لكن تفكير أهل هذه البلدة في التغيير أنساهم التفكير في نوعية البديل، فلم تكن الكفاءة والأمانة معيارا للاختيار، لتسقط الجماعة في المحظور؛ خَلَفٌ وإن اختلف على سلفه إلا أنه وجه آخر لتهميش رأس الماء.
“لالة جنادة” اليوم تعيش “البلوكاج” في تسييرها، فالصراع السياسي أو بالأحرى الشخصي أدخل المدينة في غياهب النسيان، ومسيروها المنبثقون عن انتخابات 2015 لا يفكرون أبدا في مصالحها، كل ما يهمهم هو جر حبل الخصومة مع الرئيس وجعله يندم على إقدامه على منافسة الصبحي حول منصب يعتقد البعض أنه حكر على أشخاص بعينهم.
أنا لا أفهم كيف يجرؤ منتخب صَوَّتَ عليه الناس لتمثيلهم على عدم حضور أشغال دورة أكتوبر وهي التي تُرسم خلالها ميزانية التسيير المقبل، فقط ل”جرجرة” الرئيس وإشعاره بحجم الجرم الذي اقترفه بتجرؤه على الرئاسة، أي وقاحة أكثر من هذه؟
أعجبتني تدوينة لنائب رئيس جماعة رأس الماء المعفى من مهامه، عبد الرحيم السارح، حين شَخَّصَ الوضع عن حق، حيث كتب: “إذ لا حديث سوى عن كيفية رجوع الرئيس السابق للمجلس عن عمر يناهز أو يزيد عن 80 سنة وكأن الأمهات برأس الماء لم يلدن شخصا آخر غيره لترأس الجماعة أو كأن من بين 8000 نسمة لا يوجد شخص يمكنه تسيير الجماعة”.
إنه الواقع هذا الذي تحدث به السارح، فكل من يعتقد أن “البديل مكينش” عليه أن يزور أقرب طبيب نفسي لمعالجة الخلل الحاصل في تفكيره، وهذا القصور في فهم أدبيات التسيير ومن الأحق بتحمل مسؤولية السهر على شؤون المواطنين وتحقيق أهدافهم التنموية.
إن على الدولة ألا تقف موقف المتفرج لما يحصل في هذه الجماعة، بتفعيل القوانين في وجه المستشارين المستهترين وغير القادرين على تحمل المسؤولية، فشاطئ النوارس بحاجة إلى سواعد أهله للنهوض بأوضاعه وتصحيحها.
إن الغياب الدائم لأعضاء المجلس عن دوراته هو تغييب لمناقشة المصلحة العامة التي تهم المدينة في نهاية الأمر، وما الصبحي ولهمام إلا وجوه تتداول على كرسي لو دام لغيرهما ما وصل إليهما.
على المستشارين أن يعالجوا اختلافاتهم وفق منطق المصلحة العامة، لا منطق الحسابات الشخصية التي أدخلت الجماعة في طي النسيان رغم ما تتوفر عليه من مؤهلات تنموية كبيرة.
السلام عليكم اخي الكريم ،
حسب معرفتي بخبايا الأمور بجماعة رأس الماء فإن هناك غياب تام للتواصل من طرف الرئيس الحالي لجماعة رأس الماء ناسيا أن الساكنة هي التي اوصلته الى المجلس و لا دراية له لا بالقانون المنظم للجماعات و لا القوانين الاخرى ، يتعامل مع المواطنين بكبرياء و تعجرف كما أن غيابه المستمر و الدائم عن مقر الجماعة و خصوصا خلال فصل الصيف حيث كان منكبا على تدبير مطعمه و شؤونه الشخصية و مشاكله التي وصلت إلى المحاكم دون مبالاة و لا إهتمام بالشأن المحلي و المرفق العام و كل هذا إنعكس سلبا على شؤون الجماعة ناهبك عن عزل النائبين الاول و الثاني للرئيس و اللذان تورطا في عدة خروقات و الاي كانت سببا في عزلهم مما زاد الطين بلة و أثر على أداء الرئيس و المكتب المسير للجماعة . هذا من جهة و من جهة أخرى هناك غياب الثقة بين الرئيس الحالي و و المعارضة و المواطنين نظرا لقلة وفاء الرئيس بوعوده .
أما و كلامكم عن الجلالي الصبحي الرئيس السابق فحسب علمي أنه بعد خسارته في الوصول للرءاسة ترك الرئيس الحالي يسير شؤون الجماعة دون أي تدخل لكن بعد محاولة إستفزازه و خصوصا عندما حاول الرئيس الحالي و من معه عزله هو و إبنه و عضو اخر هنا كانت النقطة التي أفاضت الكأس و و صلت الحرب أشدها و ما زالت لكن المعارضة التي صارت أغلبية قلبت الكفة و سوء التسيير الذي عرفته الجماعة خصوصا في موسم الإصطياف و ما عرفه من مشاكل حيث تسبب في سجن بعض شبان الجماعة و كذا ما عرفه قطاع النظافة و الإنارة العمومية و عدم تلبية مطالب المعارضة التي اصبحت أغلبية في مناقشة بعض النقاط التي إقترحتها في جدول أعمال لدورة إستثنائية و كذا ما عرفه مشكل النقل المدرسي الذي ما زال قائما ، و الكثير من القضايا التي ما زالت عالقة كل هذا ينعكس سلبا و المواطن هو الوحيد الذي يدفع ضريبة ما تعرفه الجماعة من تسيب و عدم أخذ القرار المناسب في وقته و حينه .
كما أن دخول بعض لوبيات العقار و المصالح الشخصية على الخط ساهمت بطريقة غير مباشرة في تأزم الوضع و عرقة الإستثمار و ركود الجماعة و لبوكاج في نهاية المطاف ، و اطن أن حتى و إن حضر الأعضاء للدورة فيوف تكون هناك تجاذبات و الكل يغرد خارج السرب فالرئيس بطبعه ضعيف الشخصية و غير حازم و لا يتواصل مع المعارضة و هناك احقاد و تشنجاة لن تحل إلا بإنسحاب الرئيس أو إنتخابات جديدة .