عبد السلام الشامخ
انطلق آلاف المغاربة من جديد في تجريب حظّهم للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أعلنت وزارة خارجيتها عن افتتاح التسجيل في قرعة الهجرة إلى بلاد “العم سام” لسنة 2021، وهو الموعد السّنوي الذي ينتظرهُ آلاف الشّباب المغاربة على أمل الحصول على الـ”غرين كارد” (Green Card).
ووفقاً لما نقله الموقع الرّسمي المخصص لهذه العملية “dvlottery.state.gov”، فقد انطلق التّسجيل في قرعة الهجرة التعددية (DV2021) مساء أول أمس الأربعاء ويستمر إلى غاية 5 نونبر المقبل، عبر الموقع الإلكتروني ذاته.
وفور صدور إعلان بدء التّرشح، بادر آلاف المغاربة من مختلف مناطق المملكة إلى التّسجيل وملء الاستمارات الإلكترونية الخاصة بذلك، علما أن التسجيل في قرعة “الغرين كارد” مجاني.
وفي حالة حالفهم الحظ في عملية الاختيار العشوائي (القرعة)، سيتم توجيه المرشحين للهجرة نحو السفارة لمباشرة إجراءات طلب التأشيرة، التي تتطلب تأدية الرسوم الخاصة بها فقط. ويُشارك في القرعة الأمريكية الملايين من مختلف الدول المُتاح لمواطنيها المشاركة، ضمنها المغرب، ويفوز بـ “Green Card” كل سنة 50 ألف شخص عبر العالم.
وفي المغرب، يشارك سنوياً حوالي 100 ألف في القرعة من أجل الحصول على الـ”غرين كارد” وتحقيق حلم الهجرة إلى أمريكا، وتمنح القنصلية الأمريكية في الدار البيضاء سنوياً ما بين 900 و1000 “فيزا” خاصة بالفائزين في القرعة.
ويؤكد الموقع الخاص بالقرعة أن الفائزين لا يحصلون تلقائيا على “البطاقة الخضراء”، لأنهم مطالبون باجتياز مقابلة للتأشيرة، ولا يتمّ قبول إلا من تقدم بكل الوثائق اللازمة في الوقت المحدد.
وصرّح عبد الإله الخضري، حقوقي مغربي، بأنّ “الرغبة في الهجرة تستحوذ على عقول 80% من الشباب”، مورداً أنّ “غالبية المغاربة الراغبين في الهجرة إلى أمريكا يتمتعون بمستوى أكاديمي من متوسط فما فوق، نظرا للشروط التي تضعها قرعة الهجرة نحو أمريكا”.
وأضاف أنّ “التجارب أثبتت أن المغاربة يندمجون بسهولة في المجتمع الأمريكي، ويحققون ذواتهم بيسر رغم العقبات التي تواجههم في البداية”.
“ومن هؤلاء المغاربة هناك من يتبوأ حاليا مناصب علمية ومهنية وحتى دبلوماسية رفيعة، أو يدير مشاريع وأعمال تجارية كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية”، يقول الخضري، مضيفاً أنّ أمريكا “بلاد الفرص والأفق المنفتح لكل من اجتهد وثابر وابتكر، بخلاف هنا ببلادنا، حيث كل هذه الامتيازات تندثر وتتلاشى على صخرة الاستغلال والفساد والرشوة”.
من جانبها ترى الباحثة السوسيولوجية، فوزي فيروز، أنّ “الشباب المغاربة يطلبون الهجرة هروبا من الاختناق العمومي، وطلبا لفضاءات المعرفة والحرية والعيش وتحقيق الفردانية، وبسبب امتلاك وعي مضاد سببه انسداد البنية الحكومية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية في وجوههم”.
وتضيف الأستاذة الجامعية المقيمة في كندا أنّه “حصل تغيير بنيوي في دوافع الهجرة؛ من بينها “انعدام الإحساس بالكرامة والأمن النفسي وانعدام ضمانات العيش الكريم في المستقبل” وفق تعبيرها.