على ما يزيد نصف قرن من الزمن والشعب المغربي بمختلف فئاته وبأجياله المتلاحقة وهو يخوض غمار الكفاح الطويل العسير من أجل بناء الديموقراطية كمدخل نحو المجتمع الإنساني الخالي من كل أشكال وأنواع الاستغلال والاضطهاد والتهميش والإقصاء، مجتمع تتحقق فيه إنسانية الإنسان وكرامته .
لقد تعددت الاشكال وبقي الجوهر واحد، استمرار مسلسل القمع والاعتقالات في حق المناضلين الأحرار، كما حصل بالريف 58-59 ، انتفاضة 23 مارس 1965 ، حزيران 1981، يناير 1984، سيدي ايفني، دجنبر 1990-1991، 20 فبراير 2011، حراك الريف وجرادة السنة الماضية .
هذا التاريخ االطويل الحافل بالتضحيات والعطاءات النضالية العظيمة المتواصلة، تعني شيئا معينا وهو : حقوق وعدالة الإنسان .
فهل هذا ممكنا ؟ وهل لا زال المشوار نشطا لتجاوز الخيبات والتمزقات ؟
هل يمكننا أن نفهم حقوق الانسان بخلاف ما يتعلق بالمعنى الذي أصبح ملموسا وهشا وحرجا ؟
لا يقتصر الأمر على هذا وحسب بل يتعداه الى حيث أن المبادئ لم تعد توجه حقوق الإنسان ، كما انها لم تعد في الوقت نفسه أولوية من أولويات المسيرات والشعارات الإيديولوجية والسياسية للدافع عن كل من البشر وحقوق المواطن المغربي على وجه الخصوص .
أنا شخصيا أشعر بالحزن الشديد إثر فاجعة ” تارودانت ” التي تدل بمعنى او بآخر على الافتقار إلى المعرفة حول محتوى الإنسان . لا أعرف أي شخص يمكنه أن يقرأ لي حقوق الإنسان بالمغرب في القرن الواحد والعشرين ، دون للحديث عن فئات معينة مهمشة منسية وهي النساء والأطفال والاشخاص في وضعية اعاقة…
تطورات مجتمعنا تجبرنا فعلا على العودة إلى الأمور الأمامية التي اعتقدنا أننا اكتسبناها حقا .