د. يوسف توفيق
صديقي المعلم تحية مجددة وبعد:
ارجو ان تكون رسالتي قد وصلتك رغم اني لم اقل فيها كل شيء، ومن سيوفيك حقك ولو انفق ما فوق ظهر الارض من الكلمات..
صديقي المعلم
انت بداية معلم ولست كما غيروا اسمك مؤخرا استاذ.. المعلم كلمة لها سحر خاص وتاريخ كبير تجره خلفها ..لعلك تتذكر المعلم الاول ارسطو الذي ما زالت البشرية تتلمذ على يديه رغم مرور القرون..ولعلك لم تنس المعلم الثاني ..الفارابي ..لا يمكن نسيانه بطبيعة الحال.. لا يمكن ان تنسى بيت شوقي ..كاد المعلم ان يكون رسولا ..ولاحظ رحمك الله وسدد خطاك انه لم يقل كاد المهندس ولا كاد الطبيب ولا كاد قائد الجيوش ..هل تعرف لماذا ؟ لان جميع المهن يمكن ان تقبل فيها الاهمال والتقصير الا مهنتك ..اذا اخطأ الطبيب يمكن ان يترتب عنه سقوط روح او ارواح واذا اخطأ المهندس يمكن ان تسقط عمارة او عمارات اما اذا اخطأت انت وقصرت فيمكن ان تسقط امة باكملها .
صديقي المعلم
أخطاء الاخرين تستدرك .. اما أخطاؤك فلا تستدرك ..تصحب التلميذ طول حياته حتى تدخل معه الى قبره ..
صديقي المعلم
هل تعرف ماذا يميزك عن الغير ..يصنع المهندس الطرق والقناطر ويصنع القاضي والمحامي العدالة ويصنع قائد الجيوش النصر ويصنع الشرطي الامن وانت تصنعهم جميعا ..تتهاون فيضيع كل شيء ويتهاوى كل البناء ..تضيع الطرق والقناطر وتنهار العدالة ويقوض الامن والاخطر من هذا كله يموت الضمير لانك انت من يوقظه في النفوس.
صديقي المعلم
لديك مشاكل ..لا انفي ذلك ..لديك مطالب ..ومن ينكر ذلك ..مشاكلك حقيقة ومطالبك كلها مشروعة ..لكن رجاء اصرفها بعيدا عن التلميذ ..لانه الوحيد من يدفع ثمنها ..عندما تضرب عن العمل ويعود التلميذ من المدرسة دون ان يأخذ حصته من الدروس ..تقتطع الحكومة من راتبك بينما يقتطع من التلميذ جزء كبير من حظوظه في المستقبل لان تلاميذ كثر في المدارس الخاصة يأخذون حصصهم بشكل منتظم ودون اي تقصير او تغيب من معلميهم .
صديقي المعلم
ارجو ان تجدك رسالتي وانت في معنويات جيدة ..معنويات تصنعها انت بنبل رسالتك وبقداستها وسموها ودورها في بناء الانسان والحضارة
انت المعلم.. قلها بكل فخر ورددها بكل اعتزاز واملأ بها فمك ..وتذكر ان ترفع راسك .. لانك ان فعلت ..سنفعل جميعنا ذلك
شكرا تلميذي النجيب يوسف استأذنك نعيمة حدوي تحييك
كلامك في الصميم أخي يوسف، نشكرك على هاته الإلتفاتة الطيبة بحق المعلم الذي أصبح مع الأسف الحاضر بقوة في نكتنا المتداولة و البطل الأول في كاريكاتور الصحافة.
هو فعلا مهنة التعليم تلفها قدسية كبيرة لا نظير لها و الرسالة المنوطة بالمعلم غاية في الحساسية و كما نعلم جل المعلمين يفون بمهمتهم او اكثر لكن هناك امر في غاية الأهمية هو هل فعلا المقررات و البرامج المدرسية تساعد لا المعلم و لا المتعلم في الأهداف المرجوة بتعبير اخر الا تلاحظون ان جل مقررات السلك الابتداءي اما تتسم بالتعقيد وفوق طاقة التلميذ وأما رزمانة من الكتب تجعل التلميذ في الأخير يصاب بالإحباط لعدم قدرته علي الاستيعاب ومتمنياتنا بالتوفيق للجميع
مقال جميل. نشكرك
مقولة يابانية تبرز مذى قيمة المعلم عند اليابانيين
” ابتعد على المعلم سبعة اقدام حتى لا تدوس ضله”. نعم. اليابان تعرف قيمة المعلم ويقدرون الدور الذي يلعبه في المجتمع.