عاد الملك محمد السادس للتأكيد على أهمية التكوين المهني، في تأهيل الشباب وخاصة في العالم القرى وضواحي المدن، وذلك من أجل الاندماج المنتج في سوق الشغل، والمساهمة في تنمية البلاد.
وقال الملك في خطاب وجهه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، اليوم الثلاثاء، إن “الحصول على الباكالوريا وولوج الجامعة ليس امتيازا، ولا يشكل سوى مرحلة في التعليم”.
واعتبر أن الأهم هو الحصول على تكوين، يفتح آفاق الاندماج المهني، والاستقرار الاجتماعي.
وقال الملك أيضا، “سوف أظل أؤكد على دور التكوين المهني، والعمل اليدوي، في إدماج الشباب، انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية، وما توفره لأصحابها، من دخل وعيش كريم، ومرورا بالصناعات الغذائية، والمهن المرتبطة بالفلاحة، التي يتعين تركيزها بمناطق الإنتاج، حسب مؤهلات كل جهة، ووصولا إلى توفير كفاءات وطنية، في السياحة والخدمات، والمهن الجديدة للمغرب”.
وشدد الملك على أن “النهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية الاقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية، في مختلف المجالات”.
الحصول على شهادة البكالوريا في المواد العلية وفي مختلف اللغات العالمية شيء مهم ومطلوب يشجع عليه شبابنا أما متابعة الدروس في كثير من الجامعات داخل وطننا العزيز في الوقت الراهن ما هي ألا مضعية في الوقت. لقد تغيرت ظروف العيش ومسالكه عندنا وعن كثير من الدول في العالم حولنا ولم تتغير جامعاتنا حتى أصبحت تجتر العلوم الميتةوتكرر النظريات المتجاوزة وتلوك المناهج والمشاريع الثقافية العقيمة التي لفظتها الشعوب العاملة بعد سقوط كثير من مفاهيم الاشتراكية والشيوعية والارستقراطية… وما ألى ذلك من المصطلحات والحمولات الفكرية التي تمخضت عن فترة الحرب الباردة وعن صراع القطبين.
إننا اليوم جميعا مدعوون شبابا وشيبا إلى بلورة مشاريع نفعية براجماتية كل في دائرة اختصاصه مشاريع تفتت الصخر وتذيب الحديد وتثير البخار في الأنهار والبحار . ولا يتأتى لنا ذلك إلا بعد تغييرات كبيرة في أنماط تفكيرنا وسلوكنا وعاداتنا وعلاقاتنا مع أنفسنا ومع بعضنا ومع غيرنا في البلدان القريبة والبعيدة.
لا بد إذن من ثورة فكرية وعقدية ولا بد من صيحة فيها صحوة وفيها ضجة تقلب ما نحن عليه من خمول رأسا علي عقب وتدفع كلا منا ألى التفكير الصحيح عن طريق قيم التضحية ونكران الذات ونسيان البكاء على الاطلال.
أن كثيرا من المظاهر الاجتماعية والعقدية والفكرية المتخلفة عندنا يجب استئصالها من جذورها لانها تحول دون حزم شبابنا على معانقة الصعاب والسير في الاتجاه الصحيح للبحث عن سبل العمل الحقيقية المجدية بدل المباهاة والركون للتسيب ومضعية الوقت.
حفظ الله بلادنا من التوكل والكسل. ولطف بشبابنا ويسر أمره لصالح الاعمال. أمين.