بقلم: عادل شكراني
زايو
هناك من لم يسمع بهذه المدينة من قبل.. وهناك من تعرف عليها بمحض الصُّدفة.
مشاكل اجتماعية.. ضعف في البنيات التحيتة.. وخيبات متراكمة عصفت بأحلام الساكنة.
زايو
تحت كل حجر قصة.. وخلْف كل جدار رِواية.. الناس كرماء.. معاشرتهم سهلة وهيّنة.
إيقاع حياتهم اليومية يمضي بسلاسة.. تحفُّظُهم واضح في كل شيء.
زايو
مدينة تقول كل شيء.. لكنها في الواقع لا تقول شيئا.
كان التمشي في شوارعها أيام زمان.. يجعل الروح تُرفرف.. والركض بين أطرافها صحّة.
كان أناس المدينة وزوارها يجدون في سوقها الصغير “سوق الخميس “.. ما لا تجده في الأسواق الكبيرة.
كانت صباحات المدينة مبهجة، نهاراتها جميلة صيفاً وربيعاً .. خريفاً وشتاء.
كانت من المدن الأكثر هدوءً وتوادُداً.. يعرف فيه الناس كل صباح ماذا فعل فيه الآخرون طوال الليل.
لم تعد زايــــو هي زايــــو.
عدد لا يحصى من المقاهي.. استعملت أسماء دول ومدن وفواكه.. بعضها فخمة أنيقة.. وتلك التي يطلق عليها “شعبية”.. وأخرى مخصصة للشيشة في قلب المدينة.
زحام في شارع الحب بعد العصر.. قليل من المال.. كثير من الفقر.
زايــــــــو
مدينة لها تاريخ.. لكن استعصت عليها الجغرافيا.
في شارع النصر تجدُ خليطا من روائح القهوة والشــاي المُنعنع.
في شارع ابن خلدون تجد عربات “كاران” و”الببوش”.
زايـــــــو
في أيام زمان كان التجول في شوارعها مُتعة.. كانت الآمال بلاحدود.. الطموحات كبيرة.. الحياة نديّة رغم شظف العيش وتصاريف الزمن القاسية.
في زايـــــــو
مظاهر العوز ماثلة أمام أعين الجميع.. النمو الديمغرافي زاد بوثيرة أكثر من متسارعة.. شباب يقبع تحت شبح البطالة.
في زايــــــــو
ترف وبؤس.. بنايات وعمارات وأحياء مثل علب السردين.. ومشاريع في مهب الريح.. هدوء في الصباح.. وصوت الدراجات يسبب صُداع الرأس في المساء.. ومشاعرُ احباط تعتري الشباب حول مستقبل المدينة.
زايـــــــو
مدينة سيئة الحظ.. ماتزال عُرضة للاقصاء
هموم زايو لاتنتهي.. وأكثر همومها خطابات ملّت الساكنة سماعها لأربعة عقود. g.
في زايو كثير من الناس يتساءلون هل ماتزال السماء صافية.. أم أنهم حجبوها بالوعود الواهية.
زايـــــــو
مثل طفلة صغيرة.. يغلقون الباب عليها.. تنامُ باكية في ثيابها البالية.
في زايــــــو
لا فرح في القلوب الاّ لماماً.. لا ضحك في الحناجر الاّ قليلاً.
المسؤولون يقولون كلاما ميّتا.. ويُعيدون نفس الأسطوانات القديمة.
زايـــــو
أمرها عجيب .. فقرها في غناها.. وغناها في فقرها.. أناسها يبحثون عن لقمة العيش فجر كل يوم.
مياهها فوق الأرض وفي جوفها.. وانقطاعات متكررة كلما حلّ موسم الصيف.
الناس تمارس فيها السياسة.. لكنها بلا سياسة.
بنايات صِحية.. والنساء تلد في الشارع.
أطر لاتعد ولا تحصى.. لكنهم هجروها.
هذه زايـــو.. ما هذه زايــــو.
أعترف أنني لم أعد أفهم.
اذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.
وصف غير منصف يسيء لمدينتنا .
الله يبارك و يسلم كلامك الصراحة دائما تجرح
زايو لا تبكي يا اخي وانما يبكي من فرط فيها
مقال جميل و في الصميم .
زايو سيرها حزب الاستقلال وهو المسؤول الاول عن الهشاشة التي تعيشها ولولا ابناء الجالية لا كانت
في خبر كان .
حينما يرجع ابناء الجالية الى بلدانهم ستعود الكلاب الضالة و المواشي تتجول في شوارعها و ازقتها.