زايو سيتي -الاستاذ الحسين أجعير
يعتبر سوق الأحد عين فرحية ،من أشهر الأسواق الأسبوعية الذي لازال يشكل جزءا من الذاكرة المحلية وقد أسسه القائد بوصفية رحمه الله في الربع الأخير من القرن التاسع عشر في مكان عار ومنبسط مثل راحة اليد، إذ لا يوجد فيه مسكن ولو من الطين والتبن على حد قول “مولييراس” إلا أن وجود عين فرحية جعله يكتسي أهمية كبرى ،وجاء في بعض الروايات أن مدلول إسم “الفرحية ” مرتبط بالفرح، لفرح الناس أثناء تدفق الماء من العين في زمن كثر فيه القحط والجذب والجفاف .
وهذا ما شكل حافزا للسكان للتسوق إليه من جميع المناطق القريبة وخصوصا أن السوق كان ذو موقع استراتيجي بين قبيلة اولاد ستوت وكبدانة، وعلى مسالك طرقية بين بني يزناسن في الشرق وقلعية وبني بويحي في الشمال والغرب.
و لازالت المسالك التي كان يسلكها أهل قلعية قاصدين السوق او راجعين منه تحمل أسماءهم مثل” تيزي اقلعين” “فج قلعية” وسط جبال كبدانة .
وكان سوق الأحد ينعقد بفرحية بشكل تناوبي خلال الأسبوع مع الأسواق الأخرى بالمنطقة كسوق الثلاثاء عين برحال وسوق الجمعة مزوجة ثم سوق الخميس بالعباد قرب نهر ملوية.
حسب مجموعة من الروايات ،وكانت تعرض في سوق الأحد على غرار الأسواق المحلية ،مواد ومنتوجات قادمة من كبدانة واولاد ستوت ومن قلعية مثل الحبوب ،الأصواف ،الجلود، المواشي ، الفواكه الجافة ،العسل ،والمنتوجات المصنوعة بالحلفاء والدوم إضافة إلى المواد المجلوبة من مليلية كالبنادق وذخيرتها والسكر والشاي والملابس القطنية والشموع …
وعلى غرار الأسواق التقليدية لم يكن سوق الأحد مجرد فضاء لتبادل السلع والخدمات بل كان مؤسسة إقتصادية وإجتماعية وثقافية ،فإلى جانب المبادلات التجارية كانت تعقد وتحل فيه صفقات إقتصادية وإجتماعية.
كما كان مركزا لاتخاذ القرارات المختلفة تحت الخيم ومن حول موائد الشاي ،وسيختفي سوق الأحد منذ الثلاثينات من القرن الماضي عندما أقدم الإستعمار الإسباني على نقل جميع أسواق المنطقة إلى داخل مركز زايو بالقرب من المكاتب العسكرية والإدارية بهدف ضبط ومراقبة السكان والبضائع المعروضة للبيع في إطار التهدئة ،وسيتم الإكتفاء لاحقا بسوق الخميس وسوق الإثنين .
نتمنى ان يفتح هذا السوق من جديد لانه يقع في مكان استراتيجي واطلب من المسؤولين الكرام ان يفكروا في هذا الاقتراح بجدية ولهم مني جزيل الشكرشهبون