زايو سيتي
في إطار الاحتفالات بذكرى عيد العرش، تنظم جماعة أولاد ستوت، بتعاون مع جمعية لوطا للفروسية التقليدية، مهرجان فن التبوريدة في نسخته الثانية، وذلك أيام 19 و20 و21 من شهر يوليوز الجاري.
ويأتي هذا المهرجان المنظم هذه السنة بالمكان المخصص لإقامة المنطقة الصناعية بأولاد ستوت بطريق بركان، لتعزيز الموروث الثقافي والرصيد التاريخي للمنطقة من خلال توظيف التراث والثقافة في خدمة التنمية المحلية وتحسيس الأجيال الصاعدة بأهمية التراث وترسيخ القيم الدينية والوطنية في نفوسها.
وسيعرف المهرجان قدوم العديد من سربات الخيول من مناطق عدة من المغرب، كما ينتظر أن تحضره جماهير غفيرة من ساكنة الجماعة الترابية لأولاد ستوت وزايو وباقي جماعات إقليم الناظور والأقاليم المجاورة مثل بركان وتاوريرت ووجدة من هواة هذا الفن الأصيل.
أيام مهرجان التبوريدة بأولاد ستوت تمثل مناسبة للتعريف بالتراث المادي واللامادي والحضاري للجماعة، فضلا عن الترويج للمنتوجات المحلية على الصعيد الجهوي وتسويق فرص الاستثمار المتاحة بالجماعة والتعريف بمؤهلاتها الاقتصادية، واستشراف آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ذات السياق؛ ولتوضيح أهمية هذا الفن، لا بد أن نؤكد أن الفرس تحظى باهتمام كبير لدى المغاربة الذين اعتنوا بها منذ قرون، حتى أصبحت تربيتها من التقاليد المغربية، خصوصا في الأرياف. وشكلت الفروسية تراثا تاريخيا، سواء كان في الحرب أو السلم، وشكلت الفرس مظهرا من مظاهر الافتخار. والفارس المحترف يصبح محط اهتمام لدرجة تجعل منه قدوة باعتباره صاحب شجاعة وإقدام.
فالفرس ظلت تشكل مقياسا للثروة والجاه، ما كان يزيد على حدة التنافس بين المغاربة في مضمار اقتناء أفضل أنواع الخيول وإيلائها عناية خاصة عبر تخصيص ميزانية مهمة لها. وهذا الاهتمام أفرزته جملة معطيات تاريخية، فقد ظل فرسان قبائل المغرب على نهج السلف والائتمان على ثرواته والفخر بما خلده الأجداد.
التبوريدة أو الفروسية التقليدية من أهم مظاهر الاحتفاء بالفرس، وهو فن استعراضي احتفالي مرتبط بشكل عام بالأرياف، يعكس أمجاد الغزوات الحربية التاريخية وطرق الدفاع عن البلاد في زمن الاستعمار، وتجري تلك الاحتفالات ضمن طقوس مضبوطة امتدت على مدى قرون.
ومن بين المواصفات التي يجب أن تكون في خيول التبوريدة أن تكون الفرس حرة أي عزيزة النفس ومن مؤشرات ذلك؛ التعفف عن أكل علف غيرها، وتحريك أذنيها في اتجاهين مختلفين عند اقتراب شخص غريب منها، إضافة إلى صغر السن والطول إذ يستحسن أن تفوق المسافة بين ركبتيها وبين ملتقى الحافر والساق 40 سنتيمترا.
على هامش مهرجان التبوريدا هل سيتم عرض كتيبات للتعريف من خلالها بمنتوج التراث المادي و اللامادي لقبيلة أولاد ستوت و هل سيؤثث المهرجان بمنتدى أو ندوة على ضوء هذا الحفل