قد يتساءل المرء عن لفظ الواجب المستعمل والمقصود حاليا حول ماهيته السياسية و كثرة استعماله في الخرجات و اللقاءات العامة في الاونة الاخيرة ما المبتغى منه وما الهدف من اقحامه في السياق التاطيري وفي توضيح الرسالة الموجهة عبر وسائل الإعلام و العالم الأزرق .
حينما نتحدث عن الواجب في الحياة العامة فإنما نتحدث عن ادوار ومهام فلسفتها الترقي بالمجتمع والسعي إلى تحسينه والرفع من مستواه في كل المجالات فيه إيثار وجهد وتضحية، فإذا كان الواجب يعني اللازم والمحتم من الأعمال والافعال التي تصب في وعاء المصالح المشتركة العامة وقلت المشتركة عمدا لأن الواجب يخدم الذات كذلك مادام هذا الشان الواجب المقدم إلى المجتمع ككل فإن المواطن او الفرد يعتبر منه وبالتالي فهو يشترك ويقتبس من نفعية هذا الواجب ويستفيد .
ان الكلمة قد توحي معاني راقية وسامية ولكن قد تختلف المعاني حسب الغاية والكيفية ، منها الصيغة ومعرفة مجال استغلالها في الاستقطاب الجماهير ودغدغة عواطفهم باسم الواجب وهذا ما اسميه خداع الكلمة هذا الخداع يستعمله السياسي الانتهازي لأنه يعرف مدى جاذبيتها وتقبلها ، يتجلى بوضوح في الممارسة الميدانية وفي الخطاب السياسي التسويقي مستغلا السذاجة والبراءة فيعميهم بهذه الكلمة البراقة اللامعة فتسحر عقولهم وتنبطح له شخصياتهم اذا ما هو إلا خداع ومكر باسم الكلمة الجذابة المسماة الواجب فالغاية من الواجب عنده ليس إلا عكس كل معانيها هدفه ان يستقطب الناس بظاهرها ثم يستعملهم في خدمة اجندته المستقبلية والبرامج المسطرة لاحقا.
ان الواجب الذي نلتمسه ونسعى اليه حتى نجعله سلوكا وثقافة هو الواجب الذي يخدم المواطنين ، الواجب الذي تفعله الدولة في مؤسساتها ، الواجب الذي يجعل من الأحزاب آليات عملية مستقلة فاعلة وليست مفعول بها.
الواجب اولا وآخرا هو في كرامة هذا المواطن واسعاده وليس في تكريس هذا الواقع المر منها هذه السياسات المنتهجة الفاشلة فاما مفهوم الواجب عند بعض الاحزاب مختصر في تاريخكم ومبين في صفحاته واجبها التصفيق والتطبيل .
جمال الغازي