زايو سيتي – ف .ع
أصبح بعض الشباب يسعى لمسايرة العصر والموضة التي لا تقتصر فقط على الإناث ، ويعمل على تقليد الممثلين العالميين وأشهر المطربين، وأصبح يعتني كثيرا بمظهره الخارجي سواء من خلال ارتداء أرقى سراويل الجينز أو ساعات من ماركات عالمية والنظارات والعطور التي يعمل على اختيارها بدقة، ونجده أيضا يهتم كثيرا بلياقته البدنية وجسمه الذي يريد أن يكون رشيقا، قويا وجذابا يشد انتباه أصدقائه، ويلفت أنظار الفتيات المعجبات من خلال ممارسته لرياضات مختلفة، من بينها رياضة كمال الأجسام التي تعرف انتشارا واسعا وأصبحت ظاهرة في الوسط الشبابي من خلال الإقبال الكبير على القاعات المتخصصة، قصد الحصول على جسم ذي عضلات مفتولة.
ولاستطلاع الأمر توجهنا إلى بعض قاعات كمال الأجسام وحمل الأثقال بالمدينة، ففي الفترة المسائية، وعند دخولنا لبعض منها وجدناها مملوءة عن آخرها بالشباب، الجو كان مفعما بالحيوية والنشاط يطغى على الأجواء، نتيجة الموسيقى الريتمية الغربية التي ترافق تدريباتهم، وأصوات صدى آلات رفع الأثقال الحديدية، وما يشد انتباه الزائر لهذه القاعات تلك الصور لأشهر الممثلين الأمريكيين ونجوم “هووليود”، أجسام ضخمة وعضلات قوية مفتولة لشباب استقبلونا وكانت لنا معهم أحاديث حول خلفيات ممارستهم لهذه الرياضة.
الشتاء فرصة الشباب للإكثار من التدريبات والتحضير:
أكد لنا مجموعة من الشباب أن هذه الرياضة أخذت منحنى آخر، ولا نستطيع تسمية هؤلاء الشباب بالرياضيين لأن هدفهم من ممارسة هذه الرياضة ليس المشاركة في بطولة كمال الأجسام والتتويج بالميداليات والشهادات، وإنما غايتهم الوحيدة هي الحصول على عضلات جميلة ومفتولة، وأضافوا أن الوصول إلى هذه الغاية يقتضي اتباع نظام غذاء مناسب وحصص تدريبية منتظمة رفقة مدرب مختص.
واضافوا أن نسبة إقبال الشباب في فصل الشتاء ضعيف على ما هو عليه الآن، لأجل التحضير فقط لفصل الصيف لإظهار عضلاتهم أمام الناس، وهذا ما اعترف به “عثمان”، 25 سنة، صاحب محل لبيع الهواتف النقالة، الذي التقيناه داخل القاعة بقوله وبصراحة أنه يريد أن يظهر بجسم يجلب أنظار الفتيات إليه، وأضاف أنه يقوم بتدريبات يوميا.
أما عبد اللطيف، 22 سنة، طالب جامعي، فأكد لنا أن فصل الشتاء هو الفرصة الملائمة له للإكثار من الحصص التدريبية لتحضير نفسه للصيف الذي يظهر محاسن جسمه، خاصة وأنه على علاقة بفتاة تدرس معه، طلبت منه ذلك وشجعته على ذلك؛ في حين أفصح “شوقي”، 28 سنة، موظف أن هناك بعض الشباب الذين يقبلون على تناول بعض البروتينات، كما يسمونها، وبعض الأقراص التي تساعدهم على الحصول على عضلات منتفخة في مدة وجيزة، نظرا لتعذر حصولهم على جسم ضخم طبيعيا، وهذا حسبه يتزامن وفصل الصيف. أما ” رضا ” فصرح لنا أنه أقدم على ممارسة هذه الرياضة لأنه يود الحفاظ على صحته لا لشيء آخر.
الاستعراض والتباهي يبدأ في القاعة بين الأصدقاء:
ما لاحظناه خلال تنقلاتنا بين القاعات أن هؤلاء الشباب يعمدون دائما إلى تكريس بعض العادات، فقد رأينا أثناء التدريبات أن الشباب يقفون أمام المرايا التي تحيط بجميع جدران القاعة يستعرضون عضلات أيديهم وأرجلهم متباهين بها أمام أصدقائهم، ويقومون بحركات لعرض صدورهم على طريقة الأبطال والأقوياء، وعندما استفسرنا الأمر من “سمير”، 26 سنة، ومن ممارسي هذه الرياضة، أكد لنا أن هؤلاء الشباب من نفس الحي لذا كل واحد منهم يتباهى بجسمه ويعمل بكل جدية على الحصول على عضلات أقوى من الآخر.
قمصان وسراويل ضيقة للرجال تصنع الحدث:
المتجول في شوارع المدينة يشاهد هؤلاء الشباب الذين يكتسحون الأرصفة والطرقات بقمصان منزوعة الكمين، حيث نجد الرجال والشباب يرتدون قمصانا مفتوحة تكشف عن صدورهم، خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة .
وفي هذا الشأن، أكد لنا “ناصر”، ممارس لرياضة كمال الأجسام منذ مدة مفتول العضلات، أنه يعمل على اختيار ألبسته بدقة من خلال شراء قمصان ضيقة تعمل على تجسيمه، أما “محمد” فقد استنكر هذه السلوكات وقال إنها تفتن البنات وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأضاف أن الموضة الغربية من خلال الألبسة المعروضة في محلات الرجال غيّرت من عادات وتقاليد الشباب .
الشاطئ المكان الأنسب لاستعراض العضلات والإغراء:
يجد هؤلاء الشباب الفرصة سانحة في فصل الصيف لإظهار عضلاتهم خاصة على شواطئ البحر ، حسب ما قاله لنا “رشيد “، الذي التقيناه في شاطئ البحر، وقال هي حيلة منهم للفت انتباههن إذ تأتي المعاكسات بثمارها، وهذا قصد ربط علاقات معهن، وهو ما استنكرته بعض العائلات التي وجدناها في البحر ووصفتها بالتصرفات الطائشة .
وقد وصفتها “ربيعة”، ربة بيت، بأنها نوع من التحرشات الجنسية التي تطال الشابات ، وأضافت أن مجتمعنا يسمح ولا يبالي بتصرفات الذكور في حين يعاقب في الوقت نفسه الإناث، وأن هذا الجيل أصبح لا يعير أي اهتمام للعادات والتقاليد، والمتنزه في شواطئنا يشاهد هؤلاء الشباب الذين يتباهون بعضلاتهم بمشيتهم الثقيلة.
وتبقى رياضة كمال الأجسام تلقى إقبالا لا مثيل له ، وظاهرة لدى الشباب، في ظل عدم وجود هدف من ممارستها عند بعضهم، ولا نقول كلهم سوى للإغراء.
تافه من يتخذ الرياضة وسيلة للأغواء أ لهذه الدرجة تتشبه بالحيوان الذي يتزين في فترة التزاوج …جسم صحي و عقل سليم أفضل من جسم كله عضلات مشدودة الا عضلة العقل …فلتذهب العاذات و التقاليد للجحيم