زايو سيتي/ تصوير: عبد الجليل بكوري/ تحرير: عادل شكراني
تشتهر مدينة زايو والقرى المجاورة لها، بوفرة “الببوش”، بشكل كبير، حيث تنتج كل من أولاد داود ازخانين وأولاد ستوت كمية كبيرة.
وظهر خلال السنوات الأخيرة، هذا العمل الموسمي، الذي يشتغل فيه مواطنون، قادتهم ظروفهم الاجتماعية لامتهان هذه التجارة رغم دخلها المحدود.
“زايو سيتي” تنقل لكم أسرار تجارة بيع “الببوش” ، باعتبارها نشاطا تمتهنه شريحة كبيرة من المواطنين، ويدر عليهم أرباحا تغطي احتياجات أسرهم، يضمنون به ادخارا لا توفره رواتب العاملين في كثير من القطاعات.
وأكد العديد من تجار هذه المهنة الموسمية التي تنتعش في فصل الصيف، أن زايو والمناطق المجاورة لها، تتوفر على كمية مهمة من ” الببوش”، ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد إلى 30 درهما عند التصدير، بينما يتراوح ثمنه في السوق الداخلي مابين 12 و14 درهما.
وأوضحوا أنهم يقومون ببيعها في الأسواق المغربية، أبرزها سوق “بلقصيري” بمكناس ومن ثم تصديرها إلى الخارج، لاستخدامه في مجال الطبخ والتجميل، رغم قلة الطلب عليها، مقارنة بالسنوات الماضية.
وأبرز ممتهنو هذا العمل الموسمي أن إقليم بركان يعد المنتج الأول لـ”الببوش”، وجودة منتوجه تصنفه رقم واحد وطنيا، ذلك أنه معروف بـ”الببوشة” البيضاء”، التي تنعدم في باقي المناطق، والإقبال عليها يكون كبيرا لاعتبارات متعددة أهمها نظافة أجزائها الداخلية، وهو ما لا يضمنه النوع الأسود أو البني، الذي تشتهر به مناطق أخرى.
ويمكن لهذا القطاع أن يشكل مصدرا حقيقيا للشغل بالنسبة للشباب، في ظل بطالة خانقة بالمنطقة، فالمؤشرات بالنسبة لمستقبل هذا القطاع مشجعة جدا بالمغرب بما فيه زايو، الذي يتميز بمناخ ملائم ويد عاملة متاحة.
وأضحى من المناسب حاليا وضع استراتيجية تنمية القطاع ومخططات عمل من أجل تحسين المنتوج، والتثمين وتنويع العرض من أجل قيمة مضافة جيدة، نظرا لإمكانيات زايو في مجال زراعة الحلزون، وللنمو المضطرد للسوق الدولية
ويندرج قطاع تربية الحلزون في إطار استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، من أجل تطوير سلاسل الإنتاج، باعتماد مقاربة سلسلة القيم، التي ترتكز على منطق إدماج كافة الروابط في السلسلة، ابتداء من الإنتاج إلى التسويق، مرورا بالتحويل.
وكانت وكالة الأنباء الاسبانية “ايفي” سلطت الضوء في تقرير لها سنة 2017، على “ببوش” زايو، واعتبرته ثروة هائلة، تحتاج إلى التطوير واعادة الاكتشاف.
وذكر التقرير أن 80 في المائة من الحلزون المغربي، يتم تصديره بالدرجة الأولى إلى اسبانيا، حوالي 15 ألف طن، يتم استخدامه في مجال الطبخ، بينما النسبة المتبقية يتم تصديره إلى وجهات أخرى.
واعتبر ذات التقرير أن ” ببوش” زايو، يحتوي على قيمة غذائية كبيرة، ويتم إدخاله إلى مليلية المحتلة بطرق غير منظمة وبأثمنة زهيدة.
وكشف التقرير ذاته أن العائدات المادية من تصدير الحلزون المغربي إلى اسبانيا ضعيفة، وهو ما دفع بوزارة الفلاحة المغربية إلى البحث عن أسواق جديدة مثل فرنسا وإيطاليا ودول في آسيا مثل اليابان، بعد ادراك قيمة هذا المنتوج المغربــــي.
ويطمح المهنيون إلى رفع الإنتاج الوطني من الحلزون، في الأعوام المقبلة إلى 40 ألف طن، وهو ما يستدعي إنشاء 1000 مزرعة لتربية الحلزون على مساحة 1000 هكتار.
ويصل إنتاج المغرب من الحلزون، في الوقت الحالي، إلى 15 ألف طن في العام، يستوعب منه السوق المحلي 20%، ويوجه الباقي للأسواق الخارجية.
ورغم اعتبار المغرب أحد أكبر المصدّرين للحلزون في العالم، إلا أن طريقة الانتاج التقليدية تحول دون استغلال الفرص المتاحة في السوق الدولية.