زايو سيتي/ محمد البقولي
شهد مسجد الحسن الثاني الواقع بحي “بام” بزايو، بعد ظهر يوم أمس السبت، درسا دينيا من إلقاء العلامة مصطفى بنحمزة، من أعضاء المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، ورئيس المجلس العلمي بوجدة ومدير معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية بوجدة.
درس اليوم ركز فيه العلامة مصطفى بنحمزة على أهمية المرجع الديني للفصل في الأمور الشرعية، حيث أن العلماء هم المكلفون بالفتوى في الأمور التي تلتبس على الناس، فلا يمكن لغير العلماء أن يصبحوا مراجع تؤخذ منهم الفتاوى.
فقد أكد المتحدث أن المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يرجعون إليه فيما أشكل عليهم من أمور دينهم وأمور دنياهم، ويسألونه فيفتيهم ويبين لهم الحق وإذا لم يكن عنده جواب عن بعض الأسئلة فإنه ينتظر ويؤخر الإجابة حتى ينزل عليه الوحي من ربه سبحانه وتعالى، ثم من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كان العلماء من أصحابه يتولون الفتاوى ويرجع الناس إليهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم”، فكان الناس يرجعون إلى علماء الصحابة فيما أشكل عليهم فيسألونهم فيفتونهم بما فتح الله عليهم من العلم، وإذا أشكل شيء فإن الصحابة يتشاورن فيه ويتراجعون فيما بينهم، وإذا لم يتبين للمسئول جواب السائل فإنه يحله إلى غيره إلى من هو أعلم منه.
وحول أهمية المرجع يقول رئيس المجلس العلمي لوجدة: ” العقل الصحيح يقتضي أن يرجع في كل فن إلى أربابه العارفين به الحاذقين فيه، ولو مرض الرجل مثلا فهل يقول إن الله خلق له عقلا فهو يقدر على تشخيص المرض ووصف الدواء وتحضيره من المواد الخام التي عنده؟ أم يذهب إلى عارف بالطب ليطببه؟ وإذا تعطل شيء من أجهزة البيت فهل نتوصل بعقلنا إلى كيفية إصلاحه، أم إن العقل السليم يرشدنا إلى ضرورة الاستعانة في إصلاحه بمختص في هذا الشأن؟ فإذا كنا في جميع شؤوننا نرجع إلى كل مختص في فنه ونستدل بالعقل على هذه القاعدة الكلية وهي الرجوع فيما لا نحيط بعلمه إلى عالمه دون أن نستدل على تفاصيل العلوم ودقائقها بالعقل، فلماذا يكون علم الشريعة الذي هو سيد العلوم وأشرفها خارجا عن هذا الأصل وتلك القاعدة التي يدل عليها العقل، ثم إن الدليل من الكتاب والسنة قد دل على وجوب الرجوع إلى العلماء والصدور عن قولهم، وألا يفتات عليهم فيما عهده الله إليهم من نصرة الشريعة وتبليغها”.
وبخصوص واقع الناس اليوم، أورد ذات الشيخ: “واقع الناس وخاصة في زمننا الذي نقص فيه العلم وكثر فيه الجهل هو أن الأهواء ما انتشرت ولا كثرت الضلالات وعظم افتتان الناس بالبدع وانهمكوا في مخالفات لا تحصى إلا بسبب تكلم من لا يعلم ونسبته نفسه إلى العلم وتجاسره على حرم الشريعة المصون، ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف، ولو كان كل الناس سواء في قدرتهم على استخلاص الأحكام لما امتاز العالم من الجاهل، ولما مدح الله أهل العلم بالشريعة وخصهم بما خصهم به من الفضائل، بل الذي يطلق لنفسه العنان في التكلم في أحكام الشرع بغير بينة والتجاسر على الاستنباط من النصوص من غير أهلية يعرض نفسه لمقت الله وسخطه، فقد توعد الله تعالى من يقول عليه بغير علم بأشد الوعيد”.
وقبل البدء في درسه، حث مصطفى بنحمزة على ضرورة ذكر أهل العلم من هذه المدينة، داعيا إلى تسمية بعض المؤسسات بأسمائهم حتى لا يضيع ذكرهم. وفي هذا الصدد ذكر بأحد المختصين في علوم الحديث من أبناء زايو، واسمه “معمر نوري الستوتي”.
تابعوا معنا الدرس كاملا على زايوسيتي.نت.