زايو سيتي
أضحت الحاجة إلى حماية المستهلك تتضاعف يوما بعد يوم، خاصة في عصرنا الحالي الذي عرف تطورا هائلا وخطيرا في نفس الوقت في مجال الإنتاج والدعاية المصاحبة له. إذ يعمد بعض المهنيين إلى طرح منتجاتهم مستعملين وسائل الدعاية لجذب المستهلك بقصد تحقيق أهدافهم دون مراعاة مصلحة المستهلك الذي يقتنيها أو يستعملها دون أن يبالي بمضارها.
لذلك فالمستهلك بحاجة ماسة إلى الحماية والتي لا يمكن أن يحققها لنفسه بمفرده، بل باللجوء إلى جمعيات حماية المستهلك كآلية رقابية. تقوم هذه الجمعيات بدور وقائي الذي يتمثل في إعلام المستهلك وتحسيسه بالأخطار الناجمة عن المنتوجات المطروحة في السوق، وكذا تحريضه على عدم اقتنائها أحيانا. هذا إلى جانب الدور الدفاعي الذي تباشره والمتمثل في مساندة المستهلك عند المطالبة بحقوقه سواء في مواجهة المهني أو عند الدفاع عنه أمام القضاء.
بزايو يتنامى الاستهلاك اليومي للمواد الاستهلاكية والغذائية خصوصا بتنامي موجات الدعاية التي أصبحت مؤثرة بشكل كبير على عادات الأفراد، لكن بموازاة ذلك؛ يتعاظم دور جمعيات حماية المستهلك.
فخلال الأسبوع المنصرم أكد لنا أحد أبناء زايو أنه اقتنى دقيقا من إحدى محلات البيع بالمدينة غير أنه تفاجأ بوجود ديدان، هذا الأمر دفعنا للبحث في مدى مراعاة بعض أصحاب المحلات لصحة المواطن بهذه المدينة.
بحثنا قادنا لوضع اليد على مجموعة من الاختلالات التي وجب إماطة اللثام عنها، حتى لا نسترخص صحة قاطني هذه المدينة، وحتى لا يبيح غياب جمعيات حماية المستهلك لأصحاب محلات البيع العبث بأمر يساوي حياة الناس.
إن غياب جمعيات حماية المستهلك بزايو ينبني على أمرين أساسيين، أولهما؛ غياب فعلي للجمعيات الناشطة في هذا المجال، حيث تتواجد جمعية وحيدة، وثانيهما؛ غياب دور الجمعية المتواجدة بالمدينة وغياب نجاعتها مع عدم تسجيل أي تدخل لها في هذا الباب.
البحث في الموضوع يقودك لاكتشاف أشياء غريبة، فخلال الأشهر القليلة الماضية حلت بمدينة زايو لجنة إقليمية لمراقبة جودة المنتجات الاستهلاكية بمحلات البيع، وفعلا باشرت مهامها بإحدى المحلات، لكن الغريب أن صاحب المحل كان يعلم مسبقا بحلول اللجنة.
من أخبر صاحب المحل؟ هو تساءل الإجابة عنها يعلم الكل تفاصيلها، لكن دعونا من هذا الأمر، فما سيقع بعد اقتحام المحل أعظم درجة من حادث الإخبار؛ فاللجنة طافت بأرجاء هذا المحل، لتخرج بعد مدة من الزمن، أعقبها ولوجنا إلى الداخل.
المراقبون خرجوا بعد أن صافحوا صاحب المحل دون أن يصادروا أيا من السلع، ودون أن يسجلوا مخالفات في حقه، في وقت شهدنا بأم أعيننا أن المحل يحتوي على سلع محفوظة بطريقة غير صحية، كما أن المحل لا يشهر أثمنة المنتجات، بل يبيع منتجات من صنع منزلي لم تخضع للمراقبة المسبقة.
إن زايو في حاجة إلى جمعيات حماية المستهلك تضم متطوعين مهمتهم الدفاع عن حقوقكم عند القيام بشراء منتجات أو سلع أو خدمات، أو في أي حالة أخرى حيث تحتاجون إلى استشارة (نزاع مع تاجر) عند الحاجة إلى معلومات، أو من أجل الحصول على استشارة قبل عملية الشراء، الخ.
حاربوا المختلين والمتطفلين سارقوا مستقبل الاخرين المستحقين لذلك. عيب ان نرى في زايو اشخاص جهلة يتقمصون ادوارا لمصالحهم …..