عصام الهرامية / اسبانيا
قبل حلول شهر ماي تدق الطبول و تزمر المزامير لقرب افتتاح موسم عمل (معمل السكر) بزايو. يبدأ الحديث عنه في كل مكان ، بين الأصدقاء و داخل البيوت كأنه (المونديال) سوف يقام بزايو، فالشركة هي بمثابة المُنَفِّسْ و المعين الوحيد للعديد من الشبان الذين ينتظرون فصل الصيف لتتحرك (الدَّعْوَة) لأن بقية فصول السنة (الدعوة ناقصة) .أما المحجرة القريبة لا أعرف إن كانت محسوبة عن (ولاد ستوت) أم مكان آخر، (الحاصول خليونا مع السكر)…
يدخل شهر ماي لتبدأ كذلك والدتي ككل الأمهات في حثنا على الذهاب إلى (لوزين) للتسجيل لعل و عسى يسعف الحظ في وجود مكان لنا و ندع عنا الرّاحة و (التَّخَمُّمْ). فقد تختلف حكايات العمال المؤقتين من عامل لآخر عند تحدثهم عن المآسي و المعانات التي عاشوها داخل معمل السكر و التكرير، أو (التكركير) إن صح التعبير، من معانات طويلة للحصول على فرصة عمل ، إلى معانات ما بعد الحصول عليها، لكن ما يتقاسمونه ولا جدل فيه هو أ ن السكر (طْلَعْ لْهُمْ)، لا إدارة منفتحة ،لا (شيفان مْشَوْرِينْ) فللعمال أن يصبروا صبر (يوسف) من طول ساعات العمل مقابل أجور (سْلاَّكِيَّة) عاملين بالمقولة:(اللَّهُمَّ لَعْمَاشْ وَلاَ بْلاَشْ)، هذا إن رافق الحظ الموسمي في ورود أسمائهم ضمن المحظوظين الملقبين ب:لِي سِيزُونْيِي…أعرف أحدهم، ذو الخامسة و الأربعين عاما، الذي يفتخر بمعرفته لمراحل تصنيع السكر(من طق طق حتى ل السلام عليكم) الذي يجهلها معظمنا، فالحقيقة لم أكن أعرف أن لون السكر بني داكن تتم صباغته باللون الأبيض، وماهية العلاقة بين السكر و الشمندر! فقد قضى خمسة عشر صيفا في (لوزين) بدون (تَرْسَامْ) إلى حد الآن.
محدثي آخر، يحكي أن العمل داخل هذا المعمل شبيه بالعمل في مناجم التنقيب من ضجيج (الماشينات) إلى (غْوَاتْ) بعض (لِي كَادْرْ). فكان له أن يقطع المسافة الفاصلة بين حي سيدي عثمان و المعمل مشيا على الأقدام يوميا إلى أن (تْخَلَّصْ) في الشهر الأول، بعدها إشترى دراجة هوائية مستعملة من العروي لا تملك حتى(لفرانات) .فقال لي مبتسما:(الهبطة زيييييييينة أ خالي،العقبة للي خايبة) فلك أن تتخيل (أني نهار كامل وانا خدام و فالتالي نكملها عقبة).
فهناك من أبعد مني يضطرون إلى عمل (أوطو سطوپ) أو أن (يعووموا بحرهم) إلا من رحم ربه من المستخدمين.أما الفلاحون و المزارعون و أصحاب (الكاميونات) الذين تعتقدهم إدارة المعمل أنهم (وَاكْلِينْ الشَّمَنْدَرْ) لهم الحق في تلبية مطالبهم البسيطة التي لا أراها من كوكب آخر. (زيد فالسكر،زيد فالشمندر).
المشكلة عندنا هي أننا لا نعرف حقوقنا و إن عرفناها سيتم هضمها تجعلنا نفكر في أن لا نذوق بعد اليوم حلاوة السكر و أن نشرب الشاي (مَسُّوسْ) دفاعا و إحتجاجا.
على إدارة سوكرافور أن تعرف أن السكر طالع في الثمن و أيضا في (الرأس)، و يجب تنزيله فورا لأن وجود شركة في المدينة أمر يهمنا، لكن حقوقنا تهمنا أكثر، فلكم أن تُوَفِّقوا بين الحق والسكر و الشمندر، جازاكم الله .
M3ak lha9 a 3isam balar slam lmamak
Braaaaaavoooo
Ou kaysaoulouk. Lawal wach fik soukar. Ou khasak , tahlila khas maykoun fik haya Gram dual soukar rah radio ytal3 ouhlik homa