وجدان الربيعي
آلام الصدر تكاد تكون شائعة عند الكثيرين، أحيانا نعزو ذلك إلى أوجاع في الظهر أو لربما مشكلة في القلب أو بسبب التعب والإرهاق فماذا نفعل لو تعرضنا لهذه الآلام؟ كيف نفهم أعراضها هل نتواصل مع الطبيب لنحدد أسبابها من خلال الفحوص المبكرة بدل أن نهملها ونتعرض إلى مضاعفات لا تحمد عقباها؟ متى تكون آلام الصدر خطيرة على حياة الإنسان؟
طرحنا هذه الأسئلة على الدكتور زهر الدين آدمو، استشاري الطب الباطني والجلطة الدماغية في بريطانيا وهو من أصل جزائري، فقال لـ”القدس العربي”:
“من المستحسن أن نعرف من ماذا يتكون الصدر. من البشرة التي توجد فيها الأعصاب وفي الداخل هناك العضلات وبعد ذلك القفص الصدري المتكون من العظام وهو يحمي الجهاز التنفسي حتى الوصول إلى النخاع الشوكي. عندما تحدث الآلام قد يكون مصدرها النخاع الشوكي أو العضلات أو بسبب مشكلة في القلب أو أي جزء آخر مما أسلفت ذكره،
ونستطيع معرفة ذلك من خلال الأعراض المرافقة وحسب الخطورة وذلك يتم من خلال الفحص الطبي الذي يمكن من خلاله معرفة نوعية الألم ومصدره”.
وتابع: “عندما نذهب إلى قسم الطوارئ فأكثر من ستين في المئة من المرضى الذين نستقبلهم يأتون بسبب آلام في الصدر وضيق التنفس، وهذا دليل كبير على شيوع آلام الظهر لدى الناس صغارا وكبارا”.
وأضاف: معظم آلام الصدر تأتي وتذهب لكن نحن نركز على مدة الألم، هناك ألم نتيجة الحركة والشد العضلي وهناك آلام تحدث بسبب السعال لعدة أيام متواصلة وهناك آلام خطيرة لا يجب السكوت عنها بل يجب تشخيصها فورا إلا وهي آلام شريان القلب والذبحة الصدرية والتي تأتي عادة للأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى تساعد على حدوثها مثل مرض السكري، والسمنة وزيادة الوزن، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وكلها توضح لنا سبب الذبحة الصدرية”.
أما عن أعراض الألم الذي يأتي من شريان القلب فيقول د. آدمو انها تظهر عندما يكون الشخص مرتاحا وممددا ويصاب بألم في معظم الأحيان في وسط الصدر ويكون قويا جدا وينتقل إلى الجهة اليسرى ليصل إلى اليد وأحيانا يصل إلى الرقبة في الجهة اليسرى.
وقد تكون هناك أعراض أخرى مرافقة، فقد يحدث أن تقع للمريض مشكلة في التنفس بعدها يجب التدخل العلاجي وإعطاء العلاج المناسب.
ويوضح أن بعض هذه الآلام تختفي أحيانا بدون أدوية، لكن يجب عدم الإهمال والتشخيص هو الذي يحدد طبيعة المرض. فهذه الآلام قد تكون بسبب أزمة قلبية مثل اضطرابات في دقات القلب أو قد تسبب الذبحة الصدرية التي تأتي مفاجئة وقد تؤدي إلى الموت إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب.
أما الأسباب الأساسية وراء آلام الصدر فقد لخصها د. آدمو كالتالي:
-القلق والتوتر أحد الأسباب، فالضغوط الحياتية اليومية كلها أمور تساعد على حدوث آلام الصدر أو الأزمة.
فعندما يتوتر الإنسان يحصل خلل عصبي عنده، هنا الدماغ يسير كل شيء فتحدث مشكلة في التنفس وبعض الآلام.
-تخثر الدم في شريان القلب يحدث آلاما شديدة في الصدر ويعتبر خطيرا والألم يكون في منطقة الرئة.
-هناك أسباب تحدث عند الشخص الذي لا يمشي ولا يتحرك كثيرا فيبدأ التخثر في الساق وينتقل إلى القلب لاحقا حيث تحدث تضيقات وانسدادات في الشرايين.
– بالنسبة إلى اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل فقد يتعرضن لآلام صدرية وتخثرات دموية.
-بعض العمليات الجراحية تحدث تخثرات بسبب بطء سريان الدم وقلة الحركة والنوم لساعات مما يؤدي إلى آلام صدرية قد تتسبب في مشاكل في القلب.
-الحامل عندما تعاني من آلام في الصدر أول شيء نشك فيه هو تخثر الدم ونقوم بتحاليل فورية للتأكد لان من المعروف أن الحامل لا تتحرك كثيرا.
-استخدام الأدوية بدون سبب وبدون وصفة طبيب تؤدي إلى آلام في الصدر.
– طبيعة العمل، كالجلوس لساعات طويلة كما هو الحال في السفر الطويل أيضا يتسبب في جلطات أو تخثرات دموية تحدث آلاما صدرية.
ويضيف أن أكثر الناس عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية والأزمة القلبية هم المدخنون وأصحاب الأمراض المزمنة. فالمدخن أكثر عرضة لأنه مع الوقت تتأثر الرئة ويبدأ السعال في معظم الأحيان وهذا يؤثر على الرئة والعضلات وعندما يكون الألم دائما فهو يكون مختلفا عن ألم الذبحة الصدرية المفاجئ والذي يكون محدودا.
وأشار إلى ان الذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط المرتفع والكولسترول والسكر وزيادة الوزن والمدخنين هم الأكثر عرضة للأزمة القلبية وخاصة بعد بلوغ الأربعين فما فوق.
وينصح د. آدمو بعدة أمور من شأنها الوقاية من آلام الصدر والحماية من التعرض للأزمات القلبية والذبحة الصدرية حيث قال:
“عندما يكون السفر طويلا من المستحسن المشي كل ساعة أو ساعة ونصف الساعة أو الحركة لتفادي تخثر الدم وتعذر حركته في الشرايين.
والنصيحة الثانية أنه لابد من الحركة والغذاء المنتظم والصحي حتى لا يحدث عسر هضم يؤدي إلى الضغط على شريان القلب.
وعلى من يتناول أدوية كثيرة مراجعة الأدوية مع الطبيب وتغييرها لأن بعضها يسبب ألما في الصدر.
أما من يستخدم الأسبرين للحماية من الجلطة فأقول إنه لا يحمي مئة في المئة ومن الضروري مراجعة الطبيب لو حدث أي ألم في الصدر حتى لو كان خفيفا”.
ويؤكد على ضرورة زيارة الطبيب من أجل التشخيص الطبي العام، وتحليل الدم العام للتعرف على طبيعة المرض إن كان بسبب أزمة قلبية أو غيرها ولتحديد نوعية العلاج ان كان دوائيا أو يحتاج إلى تداخل جراحي سريع لمنع حدوث أي مضاعفات قد تودي بحياة المريض.
وختم بنصيحة: “لو حدث أي ألم في الصدر حتى لو كان بسيطا من الخطأ إهماله والسكوت عنه حتى لو اختفى الألم”.